التحرش الجنسي مصطلح، أضحى مؤخرًا الأكثر تداولًا وترديدًا على الألسنة، نسمع عن حوادث و جرائم،ونعايشها أنفسنا، نتعرض للتحرش يوميًا، وهذا ليس افتراءً أو مبالغة، إذ أن أحدث دراسات هيئة الأمم المتحدة للمرأة تكشف أن 99.3 في المئة من النساء المصريات، يتعرضن للتحرش بمختلف أشكاله، لفظيًا كان أم جسديًا أو حتى بالنظرات.
تتباين الألغاظ والفعل واحد
لا يوجد تعريف عالمي موحد لكلمة التحرش، رغم توحد الجهود للقضاء على هذا الشكل من أشكال العنف ضد المرأة، وبشكل مبسط يمكن تعريف التحرش كونه “مضايقة أو فعل غير مرحب به، وهو مجموعة انتهاكات، تصل إلى ألفاظ أو إيحاءات جنسية، أو أفعال باليد أو بأعضاء الجسد.، ويمكن أن تكون نظرات متفحصة.”
التحرش الجنسي أو التحرش عمومًا بكل أنواعه، هو نوع من أنواع التفرقة العنصرية غير الشرعية، وهو شكل من أشكال الإيذاء الجسدي (الجنسي والنفسي) والاستئساد على الغير.
وقد يكون هذا التعريف غير وافيًا لكافة أشكال التحرش الجنسي، التى جدت مع تطور التكنولوجيا، بعد أن أصبحت التكنولوجيا تستغل فى هذا الغرض لتكون كاميرات الهواتف النقالة إحدى وسائل التحرش، والابتزاز الجنسي، لتكون مواقع التواصل الاجتماعي أحد طرق التحرش، عبر الإنترنت سواء بالتتبع والملاحقة أو بالصور والمقاطع المصورة.
هناك تعريف اَخر للتحرش الجنسي، يستخدم فى الأغلب في الإشارة إلى التحرش الجنسي فى العمل”التحرش الجنسي هو تعمد مضايقة الأنثى، وانتهاك خصوصيتها”، ويشمل اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو المجاملات غير البريئة.

يحدث التحرش عادة من رجل فى موقع القوة بالنسبة للأنثى، مثل؛ المدرس والتلميذة، والطبيب والمريضة، أو حتى رجل دين ومتعبدة. ولكن الحالات الأكثر والأغلب التي تحدث فى مكان العمل.
للتحرش أنواع 
للتحرش الجنسي أنواع، تقع في أى مكان وفي أى وقت، لكن تختلف، وفقًا للظروف المحيطة بالواقعة ومرتكبها:
التحرش الجسدى: وهو عن طريق محاولة ملامسة جسد الفتاة باليد أو بالأعضاء الجنسية وأحيانًا تصل إلى حد الاعتداء عليها جسديًا وجنسيًا.
التحرش اللفظى: الكلمات والعبارات ذات الإيحاءات الجنسية وأو الصريحة منها.
التحرش بالنظرة: عن طريق النظر إلى جسد الفتاة بطريقة شهوانية مقززة ومحاولة الغمز بالأعين والنظرات الطويلة دون استحياء وهذا النوع منتشر بشكل كبير، ويظن القائم بهذا الفعل أنه لم يضر الفتاة.
التحرش عبر الإنترنت: وهنا يرتبط الأمر بالتكنولوجيا الحديثة، تحديدًا فيما يتعلق بمواقع التواصل الإجتماعي، بعد أن باتت هذه المواقع في أغراض جنسية عن طريق؛ التتبع والملاحقة والصور الجنسية أو التعليقات الجنسية، وإرسال فيديوهات بعينها، تهدف للإثارة الجنسية
التحرش عن طريق الكاميرات: يرتبط بالتطور التكنولوجي، بعد أن أصبح في كل هاتف نقال، كاميرا يستخدمها المتحرش في تصوير الفتاة أو السيدة من دون علمها، ويلتقط صورًا لأجزاء معينة من جسدها، وعادةً ما ينشر هؤلاءالصور عبر الإنترنت في انتهاك صريح للخصوصية.
قوانين ضد التحرش
يعتبر المتحرش في الولايات المتحدة مجرمًا بموجب قانون الحقوق المدنية الصادر عام 1964، وفي المملكة المتحدة بموجب قانون التمييز بين الجنسين الصادر عام 1975، أما الدول العربية، فحتى الاَن، 6 دول عربية فقط تجرِّم التحرش والدول العربية الــ (22) تجرم أي اعتداءات علنية، في الأماكن العامة؛ كالاغتصاب والأعمال البذيئة دون تحديد التحرش بعين ذاته.
أقرت مصر في يونيو الجاري، تعديلات على قانون العقوبات المصري، تجرم صراحةً التحرش، في خطوة طال انتظارها وبعد سنوات من المطالبة بها.