أصبح معهودًا أن يحتفل ﻣﺤﺮك اﻟﺒﺤﺚ «ﺟﻮﺟﻞ» بمناسبات مثل؛ الأيام العالمية، والأعياد القومية، أو ذﻛﺮى ﺣﺪث اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ، وكثيرًا ما يحتفل بذكرى ميلاد شخصيات شهيرة أثرت في مجتمعاتها أو العالم ككل.

وﻗﺪ اﺣﺘﻔﻰ «ﺟﻮﺟﻞ» ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺎت اﻟﺮاﺋﺪات، ﻣﻦ خلال ﺗﺰﻳﻴﻦ محرك البحث بشعارات بالتزامن مع أعياد ميلادهن، تسمى أيضًا بــ “خربشات”، ومنها ما يظهر في نطاقات «جوجل» في بلد بعينه، أو في المنطقة العربية، وأخرى تظهر في نطاقاته حول العالم كله.

نتناول في السطور التالية عددًا من الشخصيات النسائية التي احتفى بها محرك البحث الأشهر من خلال خربشة أو شعار فني، وأبرز محطاتهن التي رجحت اختيار «جوجل» لهن.

ذكرى ميلاد أيقونة الرقص الشرقي

أحيى «جوجل» الذكرى الــ93 لميلاد الراقصة المصرية الشهيرة “سامية جمال” في 5 مارس من العام 2017، ووضع صورة تمازجت فيها درجات اللون البني، تُظهِر راقصة ترتدي ملابس تشبه ما كانت ترتديه “جمال”، تتمايل وسط أضواء، وقد كُتِب عليها كلمة «جوجل» بطريقة انسيابية تتماشى مع حالة الرقص والبهجة التي تكاد تنطق بها الصورة.

“سامية جمال” المولودة في عام 1924، تعتبر إحدى رموز الرقص الشرقي في مصر والعالم العربي والعالم بأسره، رقصت جميع أنماطه، من الباليه إلى الرقص الشرقي.

بدأت مسيرتها الفنية مع فرقة “بديعة مصابني” وهي التي اختارت لها اسم “سامية جمال” بدلًا من اسمها الأصلي “زينب خليل إبراهيم”.

اشتهرت بأنها من أولى الراقصات اللاتي جمعن بين الرقص والتمثيل لما تملكه من حس فني وموهبة في الجانبين، وتركت بصمة في عالم السينما مثل تلك التي حققتها في مجال الرقص، ومن أبرز أعمالها السينمائية؛ الرجل الثاني، وحبيبي الأسمر، وعفريتة هانم، وسكر هانم.

استطاعت “جمال” أن تخلق لنفسها نهجًا مغايرًا عن الذي سارت عليه الراقصة الأسطورة “تحية كاريوكا”، فقد اعتمدت على المزج بين الرقص الشرقي والغربي، لتتربع على عرش نمط جديد لا ينافسها فيه أحد.

لُقبت “جمال” بالعديد من الألقاب مثل “الفراشة” و”برنسيسة الراقصات”. مثلت الستينيات في حياتها فترة إزدهار، وقد سافرت في ذلك الوقت إلى نيويورك لترقص بالنمط الللاتيني للرقص الشرقي.

قررت “جمال” التي لقبها المصريون براقصة مصر الأولى، اعتزال الفن في عام 1970، وأوقفت جميع أنشطتها الفنية سواء الرقص أو التمثيل، ثم عادت مرة أخرى في الثمانينيات بعد أن أقنعها الفنان سمير صبري بالعدول عن قرارها، لكنها عادت وأعلنت اعتزالها النهائي بعد فترة قصيرة، وظلت بعيدة عن الأضواء حتى وافتها المنية في الأول من ديسمبر من العام 1994.

ذكرى ميلاد بنت النيل  

احتفل جوجل بمرور بــ108 سنة على ميلاد رائدة من رائدات الحركة النسائية في مصر، وهي “درية شفيق”، وذلك في  14 ديسمبر من العام 2016، وقد تزين محرك البحث بصورة فتاة حملت بين يديها كتاب بعنوان “بنت النيل” وخلفها قبة البرلمان المصري، وتناثرت من خلفها اللافتات المكتوب عليها كلمة “المساواة”.

وحملت الصورة عدة دلالات، قبة البرلمان تشير إلى واقعة مهمة في مسيرة “شفيق”، عندما أقدمت ومعها 1500 سيدة في فبراير من العام 1951، على اقتحام مقر البرلمان، وتمكنت يومها من مقابلة نائب رئيس البرلمان، الذي مكنها من الاتصال هاتفيًا برئيس البرلمان لتحصل منه على وعد بالنظر في مطالب النساء المقدمة إليه، وتضمنت؛ التمثيل السياسي للمرأة في البرلمان والحكومة، وتعديل قانون الأحوال الشخصية بما يضع قيود على تعدد الزوجات والطلاق، والمساواة في الأجر، إلا أن ذلك لم يتحقق وواجهت “شفيق ” اتهامًا بالتظاهر بدون ترخيص واقتحام البرلمان.

أما “بنت النيل” المدونة على الكتاب الذي تحمله، فهو إشارة إلى المجلة النسائية التي كانت تصدرها “شفيق” بهذا الاسم، منذ عام 1945 وحتى عام 1957.

لافتات “المساواة” تلخص مسيرة طويلة من النضال قادتها “شفيق” حتى تحصل النساء على المساواة في الحقوق مع الرجال خاصة حق الترشح والانتخاب، وهو الذي نجحت في انتزاعه بعد إضراب عن طعام قادته ومعها مجموعة من السيدات المشتغلات بالحركة النسائية، داخل نقابة الصحافيين في مارس من العام 1953، وعلى إثره وافقت القيادة السياسية حينذاك على الرضوخ لمطلبها وجميع المصريات.

ذكرى ميلاد أول مصورة عربية

احتفل «جوجل» بالذكرى 123 لميلاد المصورة الفلسطينية “كريمة عبود” يوم 18 نوفمبر من العام 2016، واختار محرك البحث خربشة تجسد المصورة الراحلة وهي تصور بكاميرا أكورديون قديمة، وعلى الكاميرا تظهر صورة متموجة لمدينة “الناصرة” الفلسطينية، وهي صورة التقطتها “عبود” بعدستها فعلًا.

“عبود” هي أول مصورة عربية فلسطينية، نشأت في مدينة الناصرة، ثم انتقلت في المرحلة الثانوية إلى مدينة القدس، وهناك تعلمت التصوير الفوتوغرافي لدى أحد المصورين الأرمن.

في عام 1913، افتتحت أول استديو لتصوير النساء في مدينة بيت لحم، وعملت في الوقت ذاته على التقاط صور للمدن الفلسطينية، وبفضل هذا الاستديو أضحى للفتيات والسيدات المنتميات لعائلات محافظة فرصة في التصوير بلا حرج.

فضلًا عن تصوير النساء، كانت تلتقط صورًا لمدن فلسطينية مثل بيت لحم وطبريا والناصرة وحيفا وقيسارية وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق وبيروت والشويفات.

تعتبر الصور التي التقطتها “كريمة عبود” وثائق لأن مناطق كثيرة من التي صورتها ليس لها وجود اليوم بفعل الاحتلال، ولذا فحتى هذه اللحظة يعايش الفلسطينيون والعرب جمال فلسطين القديمة عبر ما قدمته عدسة “كريمة عبود”، التي عاشت أغلب عمرها في “بيت لحم” وتوفيت في عام 1955 تاركة مئات الصور التي تروي قصة فلسطين الجميلة خلال النصف الأول من القرن العشرين.

من تصوير كريمة عبود 

ذكرى ميلاد سيدة الشاشة

احتفل «جوجل» بذكرى  الــ 85 لميلاد “فاتن حمامة” والملقبة بسيدة الشاشة العربية، في 27 مايو من العام 2016، واستخدم محرك البحث خربشة بسيطة، تبرز وجهها وقد حل محل حرف “G” الثاني في كلمة «جوجل».

“حمامة” فنانة مصرية تربعت على عرش السينما لعقود، واختير 18 فيلمًا من أفلامها ضمن قائمة أفضل 150 فيلمًا أنتجتها السينما المصرية.

أصبحت «رائدة سينما المرأة» لانشغالها الخاص بقضايا المرأة خلال مسيرتها السينمائية، إذ قدمت العديد من الأفلام التي تناولت القضايا المسكوت عنها، مثل جرائم الشرف في “دعاء الكروان” ومعاناة عاملات التراحيل وتعرضهن للاغتصاب في “الحرام” وتعسف قانون الأحوال الشخصية في “أريد حلًا” ونظرة المجتمع المتدنية للمرأة المطلقة في “ولا عزاء للسيدات” والعديد من الأعمال السينمائية التي كشفت مفاسد المجتمع وإعاقاته الفكرية.

توفيت “حمامة” في يناير من العام 2015، وقد تركت وراءها إرثًا سينمائيًا يقدر بــ105 فيلمًا.

ذكرى ميلاد أميرة الجبل

احتفل جوجل بالذكرى الـ 103 لميلاد الفنانة السورية “أسمهان”، شقيقة الموسيقار الكبير “فريد الأطرش” يوم 25 نوفمبر من العام 2015، اشتهرت “اَمال الأطرش” أو كما عرفت “أسمهان” بصوتها العذب والساحر، عشقت الغناء واشتغلت به منذ الصبى بعد أن انتقلت أسرتها الصغيرة إلى القاهرة، على الرغم من علمها برفض العائلة في سوريا لذلك، لأن الغناء يخالف تقاليد اَل الأطرش، التي قادت الثورة السورية الكبرى.

فى عام 1931، اتجهت إلى الغناء مع شقيقها “فريد” في صالة “ماري منصور” فى شارع عماد الدين بالقاهرة، ثم اشتركت معه في بطولة فيلم “انتصار الشباب”، ولم تقدم بعده سوى فيلم واحد، هو “غرام وانتقام”، وقد عرض بدور  السينما عقب وفاتها.

ومن أشهر أغانيها؛  ليالى الأنس، امتى هتعرف، أنا أهوى، مجنون ليلى، رجعت لك، يا طيور.

في صباح يوم 14 من يوليو من العام 1944، عندما كانت “أسمهان” في طريقها الى رأس البر لقضاء الإجازة مع إحدى صديقاتها، سقطت السيارة التي تقلها في ترعة بمنطقة المنصورة، ومن المؤكد أن السائق قفز من السيارة وألقى بنفسه على الحشائش، تاركًا السيارة تسقط في قاع الماء، ولم يتمكن أحد من إنقاذها وصديقتها، فتوفيت غرقًا وشكوك كثيرة تحيط بالواقعة.

ذكرى ميلاد صاحبة الباب المفتوح

أحيي «جوجل» الذكرى الـــ 93 لميلاد الكاتبة والروائية والناشطة والباحثة لطيفة الزيات، في 5 أغسطس من العام 2015، وقد خصص محرك البحث صورة لفتاة تحمل ورقة مكتوب عليها اسم “ليلى”، في إشارة إلى الشخصية الرئيسة في روايتها الأشهر “الباب المفتوح”، التي تعرض تجربة “ليلى” النفسية والسياسية والاجتماعية خلال التغيرات السياسية ما بين عام 1946  إلى 1956، وركزت الرواية على حتمية أن تخرج المرأة من عزلتها ومن داخل الأسوار التي فرضتها عليها الأعراف والتقاليد.

جرى تحويل الرواية الصادرة في عام 1960 إلى فيلم سينمائي من إخراج من هنري بركات وبطولة فاتن حمامة في عام 1963.

ذكرى ميلاد أول فتاة التحقت بجامعة القاهرة

في 22 يوليو من العام 2014، احتفل محرك البحث الأشهر بذكرى ميلاد الأديبة والكاتبة المصرية سهير القلماوي، وذلك بمناسبة مرور 103 سنة على ميلادها.

“القلماوي” كانت بين أولى الفتيات اللاتي التحقن بجامعة القاهرة (جامعة الملك فؤاد وقتها) في عام 1929، وقد كن أربع فتيات إلى جانبها؛ نعيمة الأيوبي وفاطمة سالم وزهيرة عبد العزيز وفاطمة فهمي.

التحقت “القلماوي” بكلية الآداب قسم اللغة العربية وكان يترأسه “طه حسين” الذي كان يشغل في الوقت ذاته منصب عميد الكلية، عملت أثناء دراستها محررةً مساعدةً في مجلة الجامعة، ثم تدرجت حتى أضحت رئيسة تحرير المجلة، مما أهلها للكتابة في مجلات الرسالة وأبولو والثقافة وهي في السنة الثالثة من دراستها.

نجحت بعد الجامعة في الحصول على درجة الماجستير وكان موضوعها “أدب الخوارج في العصر الأموي”، ومن بعدها حصدت الدكتوراة عن رسالتها عن الكتاب المعروف “ألف ليلة وليلة” في عام 1941.

سعت لإنشاء أول مكتبة بمسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها بهدف نشر القراءة بين الناس، وأعطت الفرصة لأكثر من 60 أديبًا لإظهار مؤلفاتهم من خلال إصدار سلاسل أدبية بعنوان “مؤلفات جديدة”، كما ساعدت بعضًا من مؤلفاتها في وضع الأسس الأكاديمية في تحليل الأدب والفن.

ذكرى ميلاد أميرة الطرب العربي

احتفل جوجل في 22 يوليو من العام 2013، بالذكرى 74 لميلاد المطربة الجزائرية “وردة” التي توفيت في مايو من العام 2012 بمنزلها بالقاهرة إثر أزمة قلبية.

كانت واحدة من صاحبات أجمل الأصوات التي عرفها الطرب العربي، وتعاونت خلال مسيرتها الفنية مع كبار الملحنين مثل؛ محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي وصلاح الشرنوبي، ومن أبرز أغانيها: في يوم وليلة، أكذب عليك، شعوري ناحيتك، العيون السود، اسمعوني، بتونّس بيك، بلاش تفارق، لولا الملامة، سلام الحبايب، من غير عتاب، وحشتوني.

جاءت إلى مصر لأول مرة في سنة 1960 بدعوة من المنتج السينمائي والمخرج حلمي رفله الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية عبر فيلم “ألمظ وعبده الحامولي” لتبدأ مسيرتها الفنية الفعلية وتنال شهرتها الواسعة.

في عام 1964، واجهت “وردة” تعسفًا من قبل السلطات المصرية، انتهي  بإبعادها عن مصر ومنعها من دخولها نهائيًا بعد أن ترددت شائعات عن علاقة تجمعها بالمشير عبد الحكيم عامر، وكان الرئيس جمال عبد الناصر هو من اتخذ القرار، ولم تتمكن من دخول مصر مجددًا إلا  في عهد الرئيس أنور السادات في سنة 1972، لتطوي صفحة الماضي، وتبدأ من جديد وتواصل مسيرتها الفنية، وتقدم دررًا غنائية تعيش بين المستمعين حتى الاَن.

ذكرى ميلاد سيدة الأدب في الشرق

في 11 فبراير من العام 2012، احتفل جوجل بذكرى ميلاد الأديبة “مي زيادة”، التي ولدت في عام 1886 وتوفيت في عام 1941، وهي لبنانية فلسطينية، جاءت إلى مصر في 1907، ودرست اللغة العربية والأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة، وخالطت الكتاب والصحافيين، وسرعان ما ذاع صيتها ككاتبة مقالات اجتماعية وأدبية ونقدية، في الوقت لم يكن فيه المجتمع المصري يستسيغ فكرة اشتغال المرأة بالأدب والصحافة.

كانت تنشر إنتاجاتها الأدبية في مجلات “الزهور” و”المقتطف” و”الهلال”، وجرائد “المحروسة” و”السياسة” و”الرسالة”، وتمكنت من أن تفرض وجودها على الساحة التي يستأثر بها الرجال أمثال “طه حسين وأحمد لطفي السيد واحمد شوقي وجبران خليل جبران ومصطفى صادق الرافعي وخليل مطران” الذين أصبحوا ضيوفًا دائمين على صالونها الأدبي الفني الذي كان ينعقد الثلاثاء من كل أسبوع.

على صعيد الاهتمام بالقضايا النسائية، ساهم في ذلك معرفتها بالرائدة “هدى شعراوي”، ثم صداقتها بـباحثة البادية “ملك حفني ناصف”، وقد بدأت صداقتها بالأخيرة، من خلال رسائل متبادلة فى الصحف، وفى لقائهما الأول في عام 1915، ناقشا القضايا الأكثر حضورًا على الساحة النسائية اَئذٍ؛ مثل، التعليم، والحجاب والسفور.