يعتبر عيد “شم النسيم” الأكثر ارتباطًا بالهوية المصرية، يحتفل به المصريون من مختلف الطبقات الاجتماعية والمرجعيات الثقافية والفئات العمرية، ويعد من أكثر الاحتفالات والطقوس التي قاومت رياح الزمن الممتد لاَلاف السنين، فمازال “شم النسيم” يعني الخروج الجماعي إلى الحدائق والجلوس حول مائدة الأسماك المملحة، ولا يمكن أن يمر دون الاستمتاع بأجواء الربيع بين الشجيرات الخضراء والزهور المبهجة، فضلًا عن تلوين البيض صبيحة هذا اليوم، وهي تقاليد لم تتغير كثيرًا عما كانت عليه عندما بدأ الاحتفال قبل 5000 سنة بعيد “شمو” الذي تحول مع الزمن إلى “شم النسيم”.

عيد “شمو” اعتاد المصريون القدماء الاحتفال به في الـــ25 من شهر برهمات إذ كانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان.

المرأة أيقونته في مصر الفرعونية 

كانت المرأة في مصر القديمة هي أصل الاحتفال بهذا المهرجان الشعبي، ومنذ اللحظة التي يبدأ فيها شعاش الشمس معانقة النيل وما حوله، تخرج المرأة تستقبلها في ذلك اليوم المشهود، وتجلس أمام البيت تلون البيض وتتفنن في النقش عليه وزخرفته.

وفي الظهيرة تُخرج خبيئتها التي عكفت على إعدادها لأيام، فقبل العيد تقضي المرأة أيامًا تجفف الأسماك وتملحها، استعدادًا لتقديمها للاَلهة في المعابد في يوم “شمو”، وتحفظ جزءًا منها ليتوسط المائدة في احتفالات الخروج الجماعي في الساحات الخضراء على ضفاف النيل.
الفتيات الصغيرات لهن نصيب من طقوس هذا اليوم، فقد اعتدن أن يصنعن من حبات الملانة الخضراء (الحمص الأخضر) عقودًا وأساور للتزين بها خلال الاحتفال، علاوةً على ذلك يستخدمنها في تزيين الحوائط والنوافذ، حيث كانت البيوت تكتسي بالزينة وكأن الحياة تبدأ من جديد، احتفالًا بذلك اليوم الذي يُعتقد أن فيه نشأت الخليقة والكون.
يرتبط بالمراة أيضًا في هذا اليوم “زهرة اللوتس” التي كان المصريون القدماء يقدسونها، ويقدمونها للمرأة تعبيرًا عن الحب، ضمن طقوس الابتهاج في عيد “شمو” الذي أصبح الاَن شم النسيم.