على الرغم من أن 2017 حمل لقب “عام المرأة”، والقصد منه  -المفترض- أن يكون إيجابيًا لكن منذ بدأ والأجواء ملبدة بالكوارث المتلاحقة، وما من طامة إلا بعدها أخرى، بدءًا من أزمة الطلاق الشفهي، ورفض مجلس الدولة مجددًا تعيين النساء، وغير ذلك الكثير، حتى وصلنا إلى الأسبوع الأول من إبريل الذي تكدست فيه  حوادث العنف ضد النساء، وفوق ذلك تبريره بشتى الطرق.

أيضــــــــــًا.. في الشهور الأولى من «عام المرأة».. الإحباطات تلاحق المصريات

لقد شهدت الأيام السبعة الأولى من شهر إبريل عددًا من الحوادث، التي تكشف حالة السعار الجنسي التي التُبِسَ بها مجتمعنا.

المفارقة أن شهر إبريل هو شهر الوعي بالاعتداء الجنسي، وهي حملة عالمية سنوية تهدف إلى تعريف الأفراد والمؤسسات باَليات مناهضة ومنع الاعتداء الجنسي، ومع ذلك فهذا الشهر في أنحاء متفرقة من مصر، يسجل بشكل أقرب أن يكون يوميًا منذ بدأ، حوادث اعتداء جنسي جسيمة بحق النساء.

من الزقازيق

بدأت الحوادث بواقعة التحرش الجنسي الجماعي التي تعرضت لها فتاة بمدينة الزقازيق بالشرقية، أثناء عودتها من حفل زفاف إلى منزلها، وهي ترتدي فستانًا أسود اللون، وفوجئت الفتاة عند وصولها حي القومية، بهجوم غير مبرر من قبل العشرات بل المئات، متعمدين تحسس جسدها، وتمزيق ملابسها، حتى تمكن صاحب أحد الكافيهات من إنقاذها وحجزها داخله، حتى جاءت سيارات الشرطة وتمكنت من تفريق المتحرشين الذي أحاطوا بالكافيه، باستخدام الطلقات النارية.

العنف ضد الفتاة لم ينته عند هذا الحد، وكما جرت العادة مع حوادث التحرش الجنسي التي تنتشر في مصر بصورة مخيفة، سواء فردية أو جماعية، تخرج أصوات تحمل الناجيات من التحرش مسؤولية ما تعرضن له، سواء بسبب ملابسهن أو توقيت سيرهن في الشوارع أو الأماكن التي تواجدن فيها، على اعتبار أن المجال العام حكر على الرجال، تحل عليه النساء ضيوف في مواعيد محددة وبشروط معينة.

وجاء بيان مديرية أمن الشرقية، يقول في جانب منه “الفتاة كانت ترتدي ملابسًا قصيرة جدًا أمام أحد الكافيهات، فتجمع عليها الشباب محاولين التحرش.”

فضلًا عن بعض التدوينات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، تحدثت عن مخالفة الفتاة لتقاليد المجتمع بما ارتدته من ملابس قصيرة.

وفي إحدى حلقات برنامج العاشرة مساءً المذاع على قناة دريم، حمل داعية سلفي يدعى “سامح عبد الحميد” الفتاة مسؤولية ما تعرضت له، بسبب ملابسها التي وصفها بالمستفزة، وقال “إذا كان ملابس الفتاة بهذا الشكل فماذا ترتدي في غرفة النوم؟”

وقد بادرت الوحدة القانونية بمركز هليوبوليس للتنمية السياسية وأبحاث حقوق الإنسان، بالتقدم ببلاغ ضد الداعية السلفي بسبب تصريحاته.

محاكمة مغتصب طفلة البامبرز

انعقدت يوم الثلاثاء الموافق 4 إبريل، جلسة محاكمة المتهم باغتصاب الطفلة التي تبلغ من العمر 20 شهرًا، وعرفت إعلاميًا بــ”طفلة البامبرز”.

وقد أثارت وقائع الجلسة الكثير من الجدل، خاصة أن المتهم أجاب بهدوء شديد مؤكدًا صحة الواقعة ووصفها بــ”ساعة شيطان”، لكنه نادم على ما حدث.

وكانت قرية “دملاش” التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، قد شهدت يوم الجمعة الموافق 27 مارس الماضي، واقعة اغتصاب المدعو إبراهيم م. لطفلة لم تتجاوز من العمر السنة وثمانية شهور، بعد أن استدرجها، أثناء لهوها أمام منزلها، إلى إحدى الغرف المهجورة.

وعلق القاضي أثناء استجوابه للمتهم، موجهًا كلامه للحضور بالمحكمة “السيد المسيح قال من منكم بلا خطيئة فليجرمها، حد فيكم بلا خطيئة! فيعني الرحمة.. الرحمة.”

ثم سأل المتهم “أنت  تبت إلى الله، وندمت على اللي حصل؟” وتابع قائلًا “توبتك دي زي ما رسول الله قال لووزعت على اهل الأرض لوسعتهم وتقابل ربنا نضيف.”

وأضاف “الحكم دا بتاع ربنا ومتقلقش أنت قدام قاضي بيحكم يعني يعتقد أنه بيحكم بالعدل.”

منى البرنس.. والبحث عن تعريف واضح لــ”الحريات الفردية” و”أخلاق المجتمع”!

الدكتورة منى البرنس

أزمة الدكتورة “منى البرنس” أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة السويس، كشفت أن انتهاك الحياة الشخصية للأفراد واقتحام الخصوصيات مُستساغ ومقبول من قبل كثيرين لم يجدوا غضاضة في نشر مقطع مصور لها وهي ترقص، واستخدامه للهجوم عليها، فضلًا عن استغلال الجسد لتهديد صاحباته والتشهير به.

وتعود القصة إلى قيام أحد الصحافيين بأخذ مقطع مصور لــ”البرنس” منشور على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، ليعيد نشره، مصحوبًا بإشارات إلى أن محتوى الفيديو يعد سلوكًا مشينًا لا يليق بأستاذة جامعية.

بعض الرافضين لما جاء بالفيديو، أرجعوا موقفهم إلى أن ميثاق العمل الجامعي ينص على ضروة أن يكون أستاذ الجامعة قدوة حسنة للطلاب وأن يلتزم بثقافة المجتمع وأخلاقه، لكنهم لم يعترفوا بحق الفرد في الخصوصية وحرمة حياته الشخصية التي ينص عليها الدستور في المادة 54، وفي جانب منها “الحرية الشخصية حق طبيعي، وهى مصونة لا تُمس، وفيما عدا حالة التلبس، لا يجوز القبض على أحد، أو تفتيشه، أو حبسه، أو تقييد حريته بأى قيد.”

صدر قرار بمنع “البرنس” من التدريس داخل الجامعة لحين انتهاء التحقيقات في واقعة هذا المقطع المصور، في الوقت الذي لم يتساءل أحد عن مصير من انتهك خصوصيتها ونشر المقطع بقصد الإساءة والنيل منها.

انتهاك طفلة .. على يد طفل!

تزيد حوادث التعدي الجنسي على الأطفال من قبل كبار بشكل لافت، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، وباتت مثل هذه الوقائع تتكرر على المسامع، ثم تحولت الحوادث إلى مراهقين يعتدون على صغار، وأخيرًا تعد طفل على طفلة مازالا في المرحلة الابتدائية، هذا ما حدث في مدرسة حسين الخضير الابتدائية بشربين بمحافظة الدقهلية، حيث أقدم طالب بالصف السادس الابتدائي على تجريد طالبة بالصف الثاني الابتدائي من ملابسها داخل حمام المدرسة، محاولًا اغتصابها، لكن صرخات الطفلة أنقذتها بعد أن سمعها عدد من الطلاب الذي استغاثوا بالمشرفين، لإنقاذ الطفلة وإثبات الواقعة، ومع ذلك، لم تفعل المدرسة شيئًا سوى استدعاء أولياء أمور الطالبة والطالب.

والدة الطفلة بادرت بتقديم بلاغ لدى مركز شرطة شربين، تتهم فيه الطالب بمحاولة اغتصاب ابنتها، وحررت محضرًا بالواقعة، وبناءً عليه قررت النيابة العامة ضبط وإحضار الطالب وإحالة الطفلة للطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها.

ملحوظة: هذه بعض الحوادث التي أثارت الذعر خلال الأسبوع الأول من إبريل وليست جميعها!