أقيم مساء السبت 25 مارس الجاري، حفل تسليم جائزة رايت لايفليهود (Right livelihood)، التي تُعرف أيضًا بــ”نوبل البديلة” للناشطة النسوية “مزن حسن”، ويأتي الحفل الذي نظمته المؤسسة المانحة للجائزة في القاهرة بإحدى البواخر النيلية، استثناءً للقاعدة، بعد أن حال قرار المنع من السفر بحق الناشطة النسوية مثل عدد من النشطاء الحقوقيين المصريين، دون حضورها لتسلم جائزتها في الحفل الذي أقيم في نوفمبر الماضي بالعاصمة السويدية “ستوكهولم”، وتسلم خلالها ثلاثة اَخرون الجائزة، التي تقاسموها معها وهم؛ مجموعة “الخوذ البيضاء” في سوريا والناشطة الروسية المدافعة عن اللاجئين “سفتلانا جانوشكينا” وصحيفة “جمهوريت” التركية.

وقد أوفدت مؤسسة “Right Livelihood” ممثلين عنها إلى القاهرة، لتسليم “حسن” الجائزة، وعلى رأسهم “مونيكا جريفان” رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، إلى جانب عدد من أعضاء البرلمانات الأوروبية.

وأعربت “جريفان” عن سعادتها بالحضور اللافت والكثيف الذي شهده الحفل، وقالت “التكريم اليوم ليس لـ”مزن حسن” ومؤسسة “نظرة للدراسات النسوية” فحسب، لكن لتاريخ النسوية المصرية الطويل.”

وأشارت إلى أن النساء في مصر القديمة كن على قدم المساواة في نظر القانون بمعنى أن النساء كان لديهن حق التملك والكسب والبيع والشراء والميراث، وكن يعشن بدون وصاية من الذكور، لكن ذلك ليس متحققًا الاَن في مصر وعدد من الدول حول العالم.

وأوضحت “جريفان” أن السبب في اختيار “حسن” للفوز بالجائزة لعام 2016، أنها ومؤسستها “نظرة” هما اَخر حلقة في سلسلة طويلة من الأصوات الرائدة في الحركة النسوية المصرية، التي لعبت دورًا قياديًا بإتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين.

وأعربت “جريفان” عن أملها في أن توقف السلطات جميع الإجراءات القضائية ضد “حسن” ومؤسسة “نظرة” في أقرب وقت ممكن، لأنها تزيد من صعوبة تحقيق رسالتهما من أجل تمكين النساء في مصر.

وتأتي “مزن حسن” الثالثة في قائمة المصريين الفائزين بالجائزة، من أصل 166 فائزًا من 68 دولة، وكان المعماري “حسن فتحي” أول المصريين الفائزين بالجائزة، ويليه عالم الكيمياء الدكتور “إبراهيم أبو العيش”.

تسلمت “حسن” الجائزة وسط احتفاء واسع وباعث للاهتمام، فقد شهد الحفل حضور عدد من الشخصيات العامة، ورموز المجتمع المدني، وأبرزهم؛ “جورج إسحاق” عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والصحافي “جمال فهمي” والإعلامية “جميلة إسماعيل” والناشطة الحقوقية “عزة سليمان” والكاتب الصحافي “عبد الله السيناوي”، والناشط الحقوقي “حسام بهجت”، ورئيس حزب الدستور “خالد داوود”، و”إلهام عيداروس” وكيلة مؤسسي حزب العيش والحرية.

أعقب كلمة رئيسة مجلس إدارة مؤسسة رايت لايفليهود، عرضًا لفيلم تسيجيلي عن مسيرة مؤسسة “نظرة”، منذ بدأت كمجموعة نسوية في عام 2005، وحتى الاَن.

تحدث خلال الحفل، “لوتا ينسون فورنارفي” العضوة في البرلمان السويدي، و”بيربل هون” العضوة في البرلمان الألماني، و”لين بويلان” العضوة بالبرلمان الأوروبي التي أكدت أنه “لا سبيل لهزيمة الحركة النسوية مطلقًا، وسيخرج من كل جيل نساء شجاعات وقويات، اللواتي طالما كن في طليعة الثورات، حتى تتحقق المساواة الكاملة بين الجنسين.”

شهد الحفل عرض فيلم قصير، يوثق رسائل الدعم والتضامن مع “مزن حسن” من عدد من الشخصيات العامة والناشطات النسويات من مختلف أنحاء العالم بعد صدور القرار القضائي بمنعها من السفر، ولعل أبرز الوجوه التي ظهرت في الفيلم؛ القاضية “كلثوم كنو” وهي أول امرأة تونسية تترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2014.

“مزن حسن” شددت على أن قرار مؤسسة “رايت لايفليهود” بإقامة الحفل في مصر، وهو قرار في غاية الأهمية، لأنه يؤكد على أن رسائل التقدير والتضامن يمكن أن تصل، حتى في ظل قرارات المنع من السفر.

وأضافت “إن المؤسسة الدولية لا تقف اليوم متضامنة مع نظرة للدراسات النسوية أو معي شخصيًا فقط، لكن مع الحركة النسوية والحقوقية المصرية، التي تواجه استهدافًا متزايدًا وتضييقًا غير مسبوق.”

وأردفت قائلة “اليوم نشعر أن عمل النسويات المصريات، خاصة بعد يناير 2011، معترف به ومقدر من قبل الفاعلين في هذا المجال حول العالم، ويؤكد أن الحركة المصرية مُعترف بها لتستمر في عملها.”

واختتمت “حسن” كلمتها “صحيح أن تواجد المجتمع المدني المستقل في مصر مهدد، لكننا نؤمن بقدرة الأجيال الأصغر من النسويات، ومناصري الحقوق على استمرار النضال والعمل على حيوية الحركة بمساعدة الدعم المحلي والإقليمي والدولي، مثلما هو متواجد اليوم.”