«يونسيف» تحتفل بـ70 سنةً لأجل الطفل.. و«التربية السوية» محور رئيس في كلمات سفراء النوايا الحسنة.. و«والي» تستعرض بالأرقام الواقع المجحف
زكي: العنف بدأ ينتشر بشكل كبير ولابد من وقفة للأسرة والمجتمع لحماية الأطفال
غانم: لا يجوز الاستهانة باستيعاب وإدراك الأطفال
حلمي: ليس كل ما تربينا عليه صحيح!
احتفلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في مصر بمرور 70 سنةً على تأسيسها، وذلك عبر احتفالية كبرى نظمتها بأحد فنادق وسط القاهرة، بحضور 3 وزيرات وعدد من المسؤولين، إلى جانب تواجد لافت للإعلاميين والفنانين.
وقد شهد الحفل مراسم تنصيب سفراء النوايا الحسنة الجدد للمنظمة الدولية في مصر، وهم؛ دنيا سمير غانم، ومنى زكي، وأحمد حلمي.
بدأ الحفل بكلمة لممثل يونسيف في مصر، “برونو مايس”، وقد أكد أن سفراء النوايا الحسنة على مدى عقود يلعبون دورًا مهمًا فيما تقوم به المنظمة الدولية لخدمة الأطفال.
وقال “مايس” إن زكي وغانم وحلمي ليسوا فقط فنانين لهم شعبية واسعة، لكنهم أبطال يؤمنون بقضايا الطفل، ويتطوعون بوقتهم ويوظفون شعبيتهم لخدمتها.”
وكان لكل من السفراء كلمة أمام الحضور، الأولى كانت لـ”أحمد حلمي” وحكي خلالها علاقته الشخصية بالأطفال، مؤكدًا سعادته بهذه المهمة لعدة أسباب، من أهمها حبه الشديد لهم.
وأعرب “حلمي” عن أمله في أن يكون قدر المسؤولية التي أوكلت له، وأكد ثقته في أن المنصب سيفيده على المستوى الشخصي قبل أي شيء، وسيجعله أكثر إطلاعًا على حقوق الطفل وسبل التربية.
وركز “حلمي” في كلمته على أهمية التربية السليمة والبعيدة عن العنف، مشددًا على ضرورة أن يتحمل الأبوين مسؤولية تربية الأبناء معًا، وألا تُلقى بالكامل على كاهل الأم.
وأشار “حلمي” إلى أن تجربته كأب علمته الكثير بشأن التعامل مع الاطفال، وأدرك على إثرها أن كل ما تعلمه الفرد أو تربى عليه ليس بالضرورة صحيح ويجب أن يعيده مع أبنائه.
سبق كلمة كل كلمة لسفراء النوايا الحسنة، مقطعًا مصورًا، قدموا من خلاله رسالة هدفها الدعوة إلى مساندة الأطفال ودعمهم وإنهاء العنف الواقع عليهم، وكان “حلمي” قد سجل مقطعًا روى في جانب منه موقفًا شخصيًا مع ابنته، حاول من خلاله أن يؤكد أن العنف في التربية يخلف عواقب وخيمة على نفسية الطفل، وهو ما يجب تلافيه في التعامل مع الصغار، مهما بلغت أخطاؤهم، لافتًا إلى أن الصداقة بين الأبوين وأبنائهما هي ركيزة التربية السليمة.
الحفل شهد حضورًا كثيفًا، وخاصة من جانب الشخصيات العامة، ومن بينهم؛ الإعلامية منى الشاذلي، والفنانة “ليلى علوي” التي تشغل منصب سفير النوايا الحسنة لحفظ التراث، والإعلامي “أسامة منير”، والإعلامية “رولا خرسا”، والإعلامي “رامي رضوان” وهو زوج الفنانة “دنيا سمير غانم”، إلى جانب لفيف من ممثلي الهيئات المعنية بحقوق الطفل.
أما “دنيا سمير غانم” فقد تحدثت خلال كلمتها عن دور أسرتها في توفير بيئة سوية، جعلتها تتمتع بطفولة صحية، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته مدرستها في هذا الشأن.
ولفتتت “غانم” إلى أنها كانت تعتبر الأطفال مصدرًا للطاقة الإيجابية، لكن بعد أن أنجبت طفلتها “كايلا”، أدركت أنهم كائنات ضعيفة تحتاج إلى الرعاية والحب.
واوضحت أن المواقف السلبية تؤثر على نفسياتهم بشكل بالغ، ولذا فلا يجب الاستهانة باستيعاب الأطفال وإدراكهم للمواقف.
“غانم” اختارت أن يكون المقطع المصور الخاص بها، أغنية قدمتها للأطفال بعنوان “تخيل”.
“سفير النوايا الحسنة” هو لقب دبلوماسي تشريفي تكليفي، يُمنح لمشاهير العالم بالاختيار وفق معايير تضعها المنظمة، للاستعانة بشهرتهم وقدرتهم في التأثير على المجتمع، بهدف معالجة القضايا الملحة. ومن أبرز الأسماء المصرية التي شغلت منصب سفير النوايا الحسنة ليونيسيف الفنان “خالد أبو النجا” والفنان “محمود قابيل”.
تحدثت “منى زكي” خلال كلمتها عن أهمية توعية الأمهات بأساليب التربية الصحيحة، والابتعاد عن العنف، مشيرةً إلى أهمية مساعدة الفتيات لاستكمال تعليمهن،
وأردفت قائلة “بدوري كأم أسعى لحماية أطفالي من العنف والذى بدأ ينتشر بشكل كبير وهنا لابد من وقفة للأسرة والمجتمع لحماية الأطفال من كافة أشكال العنف.”
أما المقطع المصور الخاص بــ”زكي” فقد اعتمدت فيه على تقديم رؤيتها لتربية الأطفال وفق تجربتها الشخصية مع ابنتها، وقد روت موقفًا بينهما، كشف لها أن الأهم هو التفاهم بين الأم والابن واستيعاب الاختلاف بين الجيلين، وليس توارث السلوكيات والأفكار كما هي، بغض النظر عن صلاحيتها أو اَثارها.
أعقب ذلك كلمات لكل من وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج “نبيلة مكرم”، ووزيرة التعاون الدولي “سحر نصر”، ووزيرة التضامن الاجتماعي “غادة والي”.
وكانت الكلمة الأكثر دسامة واحتواءً لحقائق ومعلومات، هي كلمة “والي”، التي قالت فيها إن ٣٧% من تعداد المصريين أقل من ١٧ عامًا، و٢٠% منهم أطفال في ظروف سيئة.
وتابعت قائلة إن مصر فيها ٩ مليون طفل تحت خط الفقر يتعرضون لأقسى أنواع العنف، والأطفال في ظروف الفقر أكثر عرضة لسوء التغذية، والتفكك الأسري الذي يعد سببًا رئيسا في انتشار ظاهرة أطفال الشوارع.
وأشارت “والي” إلى أن نسبة كبيرة من الفتيات يتزوجن قبل ١٨ عامًا، والمعروف بـ” زواج القاصرات”، وهو أحد أشكال العنف ضدهن.
وعن المرأة وانعكاس العنف ضدها على الاطفال، أوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن البطالة بين الإناث أربعة أضعاف تلك بين الذكور، معتبرةً أن تمكين الأمهات ضرورة، مشددةً على أهمية توفير حضانات للأطفال بأماكن العمل، وأكدت “والي” في ختام كلمتها على الدور المهم “جدًا” الذي تلعبه يونسيف في هذا الصدد.
اختُتِم الحفل، بفقرة موسيقية لعازفة الهارب منال محي الدين.
يذكر أن “يونسيف” تأسست عام 1946 من قبل الأمم المتحدة لحماية حياة الأطفال الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والاَن تواصل المنظمة الدولية عملها في شتى أنحاء العالم، مع تركيز الجهود للوصول إلى الأاطفال الأكثر ضعفًا وتهميشًا.