نظرة أولى على الحضور النسائي في مهرجان القاهرة السينمائي.. الكفة ترجحهن في لجنة التحكيم الدولية والتكريم «للرجال فقط»
- إلهام شاهين على رأس لجنة تحكيم “اَفاق السينما العربية”
- كاملة أبو ذكري تنتصر مجددًا للمرأة من خلال “يوم للستات” المشارك في المسابقة الرسمية
أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة الدكتورة “ماجدة واصف”، يوم الخميس الماضي، تفاصيل الدورة الـ38 المزمع انطلاقها يوم 15 نوفمبر المقبل.
وعلى الرغم من أن إدارة المهرجان سعت من خلال ما قدمته من تفاصيل إلى تأكيد أن النسخة 38 أفضل من سابقتها، سواء من ناحية التنظيم أو اختيارات الأفلام المشاركة، إلا أن ذلك أحيط بعدد من الانتقادات والتساؤلات من المهتمين والمتابعين للحدث السينمائي الأضخم في مصر؛ البعض انتقد استبعاد فيلم “اَخر أيام المدينة” للمخرج تامر السعيد من المسابقة الدولية، وأرجعه إلى أسباب سياسية تتعلق بكون الفيلم يناقش إرهاصات ثورة الــ25 من يناير، وأصدر 154 من الشخصيات العامة وأغلبهم من السينمائيين، بيانًا أدانوا فيه قرار إدارة المهرجان، معتبرين أنها تتعمد حرمان الجمهور المصري من مشاهدة الفيلم.
اَخرون اعتبروا أن غياب النجوم العالميين عن المهرجان قصورًا في ظل حرص المهرجانات المقامة في الدول العربية على استقبال كبار النجوم سنويًا، لأهمية ذلك على مستويات عديدة تعدو حدود الثقافة والسينما.
بعيدًا عن الأمور الفنية والتنظيمية، هناك ما يستحق التوقف أمامه، فيما يخص الحضور النسائي، فالمهرجان للدورة الثانية على التوالي، ترأسه امرأة وهي سيدة لها باع في المحافل السينمائية الدولية، وهي الدكتورة “ماجدة واصف” التي تترأس أيضًا مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، كما يفتتح المهرجان هذا العام فيلم نسائي بإمتياز، وهو “يوم للستات” للمخرجة “كاملة أبو ذكري” بمشاركة نسائية واسعة أمام الكاميرا وخلفها، ولعل أبرزها؛ الكاتبة هناء عطية، والفنانة إلهام شاهين نتجة للفيلم وبطلة، والتصوير لنانسي عبد الفتاح، ويشارك في البطولة من الممثلات؛ نيللي كريم، وناهد السباعي، وهالة صدقي.
وتضم لجان التحكيم عددًا لا بأس به من السينمائيات من جنسيات مختلفة، وتترأس “إلهام شاهين” مسابقة اَفاق السينما العربية ضمن البرامج الموازية بالمهرجان، ويذكر أن الدورة 36 (عام 2014) شهدت رئاسة الفنانة “يسرا” للجنة تحكيم المسابقة الدولية، وأضحت أول مصرية ترأس اللجنة الرسمية، منذ انطلاق المهرجان في عام 1976.
في لجنة التحكيم الدولية، يبلغ عدد العضوات 5 من أصل 9 أعضاء، وهن؛ الممثلة المصرية “أروى جودة”، والممثلة الأردنية “صبا مبارك”، والمونتيرة الأمريكية “ماري سويني”، والمنتجة الكندية “روبين كرشو”، والمخرجة الصينية “لي يو”، فيما ضمت لجنة الإتحاد الدولي للصحافة السينمائية، عضوة واحدة من اثنين تم الإعلان عنهما وهي الكاتبة والناقدة”سهير فهمي”، بينما خلت لجنة تحكيم أسبوع النقاد الدولي المكونة من ثلاثة أعضاء، من أي مصري، وضمت امرأة واحدة هي الناقدة البولندية “أنيتا بيوتروفسكا”.
اللافت للنظر في الدورة المرتقبة، هو تغييب المبدعات عن قائمة المكرمين، الذين ينقسمون إلى حاصلين على جائزة فاتن حمامة التقديرية وجائزة فاتن حمامة للتميز، فقد اختير للتكريم بالحصول على الجائزة التقديرية، المخرج الراحل “محمد خان”، والمنتج “حسين القلا” والفنان “يحيى الفخراني”، والمخرج المالي شيخ “عمر سيسكو”، أما جائزة التميز، فمن المقرر أن تذهب إلى الممثل المصري “أحمد حلمي” و المخرج الصيني “جيا زانكيه”، و المخرج الألماني كريستيان بيتزولد، في ظل غياب تام لأي اسم نسائي، على الرغم من أن الدورة السابقة شهدت تكريم الفنانة “نيللي كريم” بالحصول على جائزة فاتن حمامة للتميز التي حصلت عليها أيضًا المخرجة الهندية “فرح خان”، وذهبت الجائزة التقديرية لكل من الممثلة الايطالية “كلوديا كاردينالي” والممثل المصرى “حسين فهمي”.
إلى جانب ذلك، جاء محبطًا خلو الملصق الدعائي للمهرجان من تقليد أتبعته إدارة المهرجان خلال النسختين السابقتين، حيث استخدمت وجه الفنانة الكبيرة “نادية لطفي” شعارًا للدورة 36، ووجه سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة” شعارًا للدورة 37، تكريمًا لكل منهما، بينما لم يشتمل الملصق الدعائي لهذه الدورة على أي صورة لأي فنانة أو فنان، وظهر بشكل تقليدي.
يذكر أن “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” هو واحد من بين 14 مهرجان هي الأهم على مستوى العالم، فضلًا عن كونه المهرجان الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي يحمل الصفة الدولية فئة “أ” حسب تصنيف اتحاد المنتجين الدولي “FIAPF”