الحقوقية «لمياء لطفي» عن واقعة إجبار ابنتها على «الحجاب»: يعكس ثقافة التكريس للتدين الشكلي المظهري
** المديرة أشارت على ابنتي بارتدائه داخل المدرسة ثم خلعه خارجها
في واقعة غريبة من نوعها، عادت الطالبة “ندى صلاح” الطالبة بالصف الأول الإعدادي إلى منزلها، تتملكها حالة من الحزن، بعدما تلقت توجيهات من مديرة مدرسة الناصرية الإعدادية المشتركة بالزقازيق، تلزمها بإرتداء الحجاب، على الرغم من أن الفتاة ليس لديها قناعة أو رغبة لفعل ذلك، وجاء هذا المطلب مع بدء العام الدراسي الجديد منذ ثلاثة أسابيع.
لم تجبر الأسرة ابنتها على ارتداء الحجاب، لعدم الرغبة في إخضاعها للأمر دون حرية اختيار منها، إلى أن فوجئت مؤخرًا بمنع المديرة للفتاة من دخول الفصل لمخالفتها أمرها.
وتقول الحقوقية «لمياء لطفى» والدة الطالبة، فى تصريحات لــ«ولها وجوه أخرى» إنها اصطدمت بأزمة الإجبار على ارتداء الحجاب مع ثاني أيام السنة الدراسية (التي بدأت سبتمبر الماضي)، مشيرةً إلى أن مفاوضات كانت تجري خلال الأسابيع الماضية مع إدارة المدرسة بشأن رفض الأسرة أن ترتدي الابنة الحجاب بهذه الطريقة التي تنطوي على إجبار وإكراه.
وتستطرد «لطفي» قائلة ” لقد أشارت مديرة المدرسة في إحدى المرات على ابنتي أن ترتدي الحجاب داخل المدرسة ثم تخلعه بالخارج، وهو ما لاقى استهجانًا من جانبي ومن جانب والدها، لأنه في حال وافقنا على هذا التوجيه السيء لن يكون له سوى معنى واحد، وهو تأسيس وتربية ابنتي على الفساد والازدواجية والنفاق والكذب وليس المبادئ القيمة والوضوح.”
وتلفت إلى أن الأزمة تصاعدت عندما تلقت على غير توقع اتصالًا هاتفيًا من الأخصائية النفسية بالمدرسة تطلب حضور ولي أمر ابنتها، لأن مديرة المدرسة منعتها من دخول الفصل وحضور حصصها نظرًا لعدم ارتدائها الحجاب.
وتردف قائلة “عندها ذهب زوجي على الفور لتقديم شكوى إلى مديرية التربية والتعليم بالشرقية، التي أحالت الشكوى لإدارة شرق التعليمية بالزقازيق التي تتبعها المدرسة، وبالفعل وفى خطوة ايجابية وناجزة ذهب محقق من الإدارة التعليمية إلى المدرسة لستطلع أقوال الطالبة وزميلاتها فيما يتعلق بإجبارهن على ارتداء الحجاب.”
وتكشف «لمياء لطفي» أنه عند ذهاب الأب إلى مديرة المدرسة، وسؤالها لها عن مدى قانونية القرار، خاصة في ظل منشور وزاري صادر مع بداية السنة الدراسية، يفيد بالامتناع عن إجبار التلاميذ على أي مظهر ديني كالصلاة أو الحجاب، فوجئ برد فعل المديرة، إذ أكدت أنه لا يوجد قرارات أو قوانين بذلك، مشيرة عليه بالإطلاع على مواصفات الزى المدرسي المعلقة على الحائط خارج المدرسة، وتحتوي على ايشارب أزرق أو أبيض للفتيات، وهو ما اعتبرته “لطفي” تصرفًا فرديًا من مديرة المدرسة فقط وليس قرار وزاري عام.
وبسؤالها عن قراءتها النسوية لهذه الواقعة خاصة أنها تعمل كمنسقة لبرنامج “السيداو” بمؤسسة المرأة الجديدة، تقول إن أوامر مديرة المدرسة بإجبار الطالبات على الحجاب، تعكس ثقافة تكريس التدين الشكلي المظهري، وحصر التدين في العبادات والملابس فقط، على الرغم من أنها أمور خاصة بين العبد وربه، وهي سبب من أسباب ردة البلاد على كافة المستويات، وترسيخ لمفهوم الكذب.
“عندما تنصح المعلمة الطالبات بارتداء الحجاب داخل المدرسة وخلعه خارجها، فأي شخصيات سوية تُبنى وتُربى بهذا الشكل.” تتساءل «لطفي» مستنكرة.
وتتابع “القرار لا يربي طالب أو طالبة على الإبداع وحرية الاختيار بل التخويف والترهيب، خاصة أن هناك طالبات أخريات يخشين من معاقبة المديرة لهن، ووافقن مجبرات على ارتداء الحجاب على الرغم من عدم اقتناعهن به.”
وتعتبر «لطفي» أن اقرار يمثل انتهاكًا صريحًا ويرسخ للتمييز بين الطالبات المسيحيات والمسلمات، وهذا أمر مرفوض خاصة مع تربية نشء يحتاج إلى تشكيل وعيه فى إطار من التسامح وقبول الاَخر والمساواة التامة بين الجميع.
تختتم «لطفي» حديثها مؤكدة أن أزمتها مع إدارة المدرسة ليس سببها الحجاب في حد ذاته، لكن بسبب الطريقة التى تُجبر بها الطالبات على القيام بفعل دون إرادتهن واقتناعهن الكامل.