احتفالًا باليوم الدولي للفتاة.. «بلان مصر» ترفع شعار «عشان أنا بنت..أنا مستقبل مصر »..احتفال ضخم يضم معرضًا لأحلام البنات وتكريمًا لبطلات.. وحضور لافت لممثلي الوزارات ونواب البرلمان
احتفلت منظمة بلان انترناشونال – مصر المعنية بحقوق الطفل، باليوم الدولي للطفلة الذي حددته الأمم المتحدة 11 أكتوبر من كل عام، وهو الاحتفال الأكبر الذي تشهد القاهرة هذا العام بهذه المناسبة، إذ حظي بمشاركة واسعة، من قبل ممثلين عن الوزارات المختلفة، والبرلمان المصري، ومنظمات المجتمع المدني التنموية والحقوقية.
بدأ الاحتفال بمعرض بعنوان “أحلام البنات”، حيث خصصت المنظمة مساحة لعرض رسوم وكتابات بأسماء فتيات، إلى جانب لوحة كبرى بعنوان مساحة فن، كتب عليها الحاضرون تهانيهم للفتاة المصرية في يوم عيدها، ومن بين ما كُتِب عليها “في اليوم الدولي للفتاة أتمنى لها حياة اَمنة في ظل مساواة وبيئة أفضل” و أيضًا هناك من كتب “بناتنا مستقبل هذه الأمة كل عام وهن طيبات وقويات، يجاربن لتحقيق المساواة وانتزاع حقوقهن.”
الحفل المُنظَم تحت عنوان “عشان أنا بنت .. أنا مستقبل مصر”، افتتحه نائب مدير منظمة بلان انترناشيونال ايجيبت “مدثر صديق”، ليبدأ اليوم بمائدة مستديرة عن أوضاع الفتيات المصريات، إلى جانب مناقشة جهود الأطراف المعنية في تذليل العقبات أمامهن.
وبدأت المائدة بكلمة لــ”مايسة شوقي” نائب وزير الصحة والسكان، والقائم بأعمال رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، وكشفت خلالها عن عمل الحكومة في الوقت الحالي على استراتيجية للحد من الزواج المبكر، لافتةً إلى أن الاستراتيجية تهدف إلى دعم الفتيات اللواتي تزوجن مبكرًا وتسربن من التعليم، لافتةً إلى أنهن يعانين من ضياع حقوقهن الاجتماعية والقانونية، وهو ما يستلزم مساندتهن ومساعدتهن، وتوعية الأسر المصرية بخطورة تزويج الفتيات قبل الــ18.
وأردفت ” شوقي” قائلة “لقد أطلق المجلس القومي لسكان، أطلسًا للتنمية السكانية، يحدد على مستوى الجمهورية ما يصل إلى 86 منطقة “حمراء”، بهدف تشجيع كافة الوزرات والجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص للعمل فيها، ويمثل دليلًا للتعريف بأهم وأكثر المناطق احتياجًا، وأولية الاحتياجات في كل منطقة، ما إن كانت الصرف الصحي، أم الصحة أم التعليم.”
أما الدكتورة “جيهان كمال” رئيس المركز القومي للبحوث التربوية، أكدت على ضرورة النهوض بأوضاع المرأة، من خلال توفير الخدمات لهن، ونشر ثقافة تمكين المرأة سياسيًا واجتماعيًا بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لأن المرأة تمثل نصف القوى البشرية وهي صانعة النصف الاَخر.
وأشارت “كمال” إلى أن المرأة المصرية شريك فاعل في مسيرة التنمية، ولذا فلابد من توفير الخدمات التعليمية والصحية للإناث، ودعم مشاركتهن السياسية والاقتصادية والثقافية.
ولفتت رئيس المركز القومي للبحوث التربوية خلال كلمتها إلى أن المنظمات الحكومية وغير الحكومية لعبت دورًا مهمًا في محو أمية الإناث، وتوفير الرعاية الصحية، وتعديل قوانين الأحوال الشخصية والجنسية وقانون إنشاء محاكم الأسرة، ودعم حقهن في العمل، والوصول إلى المناصب القيادية.
وتطرقت “كمال” خلال كلمتها إلى أهمية تعليم الفتيات وخاصة التحاقهن بالتعليم الأساسي، مشيرةً إلى أن مصر تأتي بين الدول الأوائل التي تبنت مبادرة تعليم الفتيات الدولية، حيث قامت الحكومة بعدد من الخطوات في هذا الصدد من أهمها؛ تحقيق فرص تعليمية متساوية للنوعين (الذكور والإناث)، والتوسع في إنشاء مدارس تعليم مجتمعي ومدارس الفصل الواحد، إلى جانب المدارس الصديقة للفتيات، ومدارس المجتمع.
أعقب ذلك، كلمة للدكتورة “منال محمد حنفي” مدير عام إدارة شؤون المرأة بوزارة التضامن الإجتماعي، وتناولت خلالها جهود الوزارة لأجل دعم وتمكين المرأة على كافة المستويات، من خلال مشروعات تنتشر في 24 محافظة، ومنها ما يقوم على تعليم السيدات كيفية اختيار مشروع مناسب لبيئاتهن، واَلية التسويق له، والتعامل مع البيئة والظروف المحيطة.
وأكدت “حنفي” أن كل الوزارات في مصر مجندة لخدمة المرأة والطفل، موجهة التحية لكل رجل يدرك أهمية دور المرأة في المجتمع، وللبرلمان على جهوده خلال دورة الانعقاد الأولى، وشكرت نوابه على التشريع الذي أقره المجلس بشأن تغليظ عقوبة ختان الإناث، اَملة في مزيد من التشريعات لصالح المرأة.
شهدت الجلسة الثانية من اليوم الاحتفالي تكريم ثلاث فتيات باعتبارهن نماذج ملهمة، أثبتن جدارة وتفوقًا على الرغم من المعوقات المختلفة التي يواجهنها، والبداية كانت مع “اَية الله أيمن” البالغة من العمر 16 عامًا، وهي بطلة سباحة ممن شاركوا في دورة الألعاب البارالمبية الأخيرة بالبرازيل، وهي أصغر فتاة عربية تشارك في بطولة العالم للسباحة.
النموذج الثاني هو “مها عبد السلام ” البالغة من العمر 18 عامًا، وهي بطلة في الجمباز، انضمت إلى المنتخب القومي للغطس، وهي أول لاعبة مصرية تتأهل إلى النهائي في بطولة كأس العالم، وحصلت على العديد من الميداليات في مسابقات دولية، وأخيرًا شاركت في أولمبياد ريو 2016، ودعت “عبد السلام” في كلمتها أمام الحضور، جميع الفتيات إلى أن يمارسن الرياضة، وألا يجعلن جنسهن عائقًا أمام ذلك.
النموذج الأخير كان “هاجر أحمد”، وهي فتاة في الــ20 من العمر، تسربت من التعليم بعد زواجها مبكرًا قبيل ثلاث سنوات، وأنجبت طفلين فانعزلت في المنزل، إلا أنها بعد فترة أدركت أهمية وضرورة استكمال تعليمها لأجل أطفالها ونفسها، وبالفعل هي الاَن تواصل تعليمها بدأب واجتهاد، في ظل ضغوط وتهديد متتابع من زوجها بالمنع من مواصلة التعليم في حالة الرسوب.
أما الجلسة الثالثة فقد اشتملت على كلمتين، الأولى للواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، وعرض خلالها مراحل تطور مشاركة المرأة السياسية في مصر.
ولفت “قمصان” إلى أن دستور 1956 يعد مرحلةً فارقة في تاريخ المرأة المصرية، حيث أفسح لها المجال للمشاركة السياسية على صعيدي الانتخاب والترشح.
أما عن الدستور الحالي فاعتبره “قمصان” الأفضل بين الدساتير المصرية فيما يخص المرأة، لأنه منح المرأة مكانة مميزة من خلال عدد من المواد أهمهم المادة “11”، التي تلزم الدولة بتحقيق المساواة الكاملة في كافة الحقوق والمجالات.
وأفرد مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، مساحة من كلمته للتعريف بالأرقام، تاريخ تمثيل المرأة في البرلمان المصري منذ 1956 وحتى الاَن، موضحًا أن النسبة في 1957 كانت 0.6 % بالمئة، وارتفعت حاليًا إلى 15.1 بالمئة.
فيما ركزت كلمة “اَمال فؤاد” رئيسة الإدارة المركزية لإحصاءات العمل بالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، على تقديم عدد من الأرقام تكشف واقع المرأة الحالي ومن بين ما ذكرته أن؛ نسب تسرب الإناث من التعليم تصل إلى 4.6 بالمئة في مقابل 4.04 بالمئة للذكور، بالإضافة إلى تدني نسبة مشاركة النساء في الاقتصاد حيث لا تتجاوز النسب 22 بالمئة.
واستطردت “فؤاد” قائلة “مشكلة الزواج المبكر في تصاعد مستمر، وفق الأرقام، ففي عام 2009 كانت 20.9 بالمئة، وارتفعت في 2010 إلى 22.2 بالمئة، ثم وصلت إلى 23 بالمئة في 2011، و 23.7 بالمئة في 2012 و شهد عام 2014 الارتفاع الأكبر بـواقع 26 بالمئة. ”
الأكثر خطورة هو ختان الإناث، هذا ما تراه “فؤاد” ودللت عليه بالإشارة إلى ما تفصح عنه أرقام المسح السكاني الصحي، حيث تظهر الأرقام أن نسبة النساء المختنات في الفئة العمرية من 15 إلى 49 في عام 2008، وصلت إلى 91 بالمئة، فيما بلغت 92 بالمئة في 2015.
أبرز مشاركات الحضور كانت للدكتورة هدى بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، التي روت القصة وراء لوجو حملة “التاء المربوطة”، وقالت أن مجموعة من الشباب والفتيات خلال ثورة الـ25 من يناير، هم من ابتكروا فكرة لوجو “التاء المربوطة”، وكان الشعار “من غير تاء مربوطة .. البلد مش هتبقى مظبوطة”، وأضافت “هذه الجملة كان الشابات والشباب يكتبونها على أرض ميدان التحرير، وخصصوا خيمة تحمل هذا الشعار واللوجو، معربةً عن سعادتها بالحملة واللوجو معًا.