يحتفل العالم للعام الخامس على التوالي، باليوم الدولي للطفلة فى 11 اكتوبر، وهو احتفال دولي أعلنته الأمم المتحدة، لدعم الأولويات الأساسية للفتيات وحقوقهن في المساواة والبيئة الاَمنة.

وعلى الرغم من توعية عالمية بأهم وأبرز المشاكل التي تعانيها الفتيات في مختلف أنحاء العالم، إلا أنهن في المنطقة العربية مازلن ﻳﻌﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺘﻲ تستهدفهن ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ، أو اﻟﺤﺮوب واﻟﻨﺰاﻋﺎت، أو اﻟﺘﻄﺮف والتشدد، وبمناسبة هذا اليوم الدولي، نعرض بالأرقام والحقائق ما يؤكد مرارة ما تتجرعه الطفلات في المنطقة العربية، وسط تحرك أشبه بالثبات إقليميًا ودوليًا.

ختان الاناث
أحد أبشع ظواهر العنف وأكثرها انتشارًا خاصة في مصر تحديدًا، التي تتصدر القائمة العربية والأفريقية، وهي ظاهرة ليست حديثة المنشأ، فهناك أكثر من 125 مليون فتاة وسيدة في 29 دولة عربية وإفريقية تعرضن للختان، وما يقارب الثلث منهن يتركزن في مصر فقط.

ختان الإناثوتؤكد بيانات هيئة يونيسيف الدولية – UNICEF أن عمليات تشويه الأعضاء التناسلية، عادةً ما تجرى للفتيات في سن 11 وأقل، وتحتل مصر المرتبة الأولى حيث تضم أكبر تجمع سكاني لنساء أُجري لهن ختان الإناث، وتصل النسبة إلى 91 بالمئة، وتأتي الصومال في قائمة الأوائل في هذه الممارسة على الرغم من وجود تجريم دستوري لهذه الجريمة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن النسب في الصومال تصل إلى 98 بالمئة، مما يجعل البعض يعتبرها الأولى عالميًا وعربيًا وأفريقيًا في تقديرات ممارسة هذا التشويه، لكن بالنظر إلى عدد سكانها الذي يقدر بـ10.8 مليون مواطنة ومواطن، فلا يمكن المقارنة إطلاقًا بعدد النساء الذي يصل 27.7 مليون فتاة وسيدة تعرضن للختان، لذلك تتصدر مصر المشهد الدموي بخصوص ختان الإناث عربيًا وأفريقيًا وعالميًا.

في السودان، تصل النسبة إلى 88 بالمئة وفي موريتانيا تمثل نسبة النساء المختنات 69 بالمئة، ويُلحظ أن الدول العربية التي تضم نسبًا مرتفعة في ممارسة هذا التشويه، تتركز في أفريقيا، بينما تقل هذه النسب في قارة اَسيا، فعلى سبيل المثال لا تتجاوز النسب في اليمن 19 بالمئة، وفي العراق النسبة لا تخرج عن مربع الـــ8 بالمئة.

زواج القاصرات

هذه الظاهرة عالمية، وليست قاصرة على الدول العربية أو الإسلامية، لكنها تنتشر في عدد من الدول العربية استنادًا لإفتراءات وتأويل ديني في غير محله من ناحية، وظروف الفقر المدقع والأمية من ناحية أخرى.

زواج القاصراتوتتصدر اﻟﻴﻤﻦ قائمة اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أرﻗﺎم زواج اﻟﻘﺎصرات حيث كشف تقرير صدر عن مركز دراسات و أبحاث النوع الاجتماعي بجامعة صنعاء أن ما يقارب 52% من الفتيات فى اليمن تزوجن دون سن الخامسة عشرة، ونسبة الزواج تحت سن البلوغ تفوق 20% من إجمالي النسبة العامة من زواج القاصرات في اليمن.

وتجدر الإشارة إلى أن القانون اليمني لا يحدد سنًا معينًا للزواج، وحتى الآن لا يزال تزويج القاصرات منتشرًا بشكل كبير، ويمكن أن تتزوج الفتاة في عامها الثامن؛ ويشير تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في اليمن، إلى أنه وفقًا لنتائج المسح الديمغرافي، فالزواج المبكر ينتشر بين الفئة العمرية من 15 وأقل إلى 18 سنة، وصلت نسبته إلى 48%، منهن 13% تزوجن أكثر من مرة، وأن المشكلة لا تكمن خطورتها في الزواج المبكر في حد ذاته، ولكن في الحمل والإنجاب المبكرين أيضًا.

وهناك الكثير من الدوافع لتزويج الصغيرات في اليمن منها؛ الفقر والتقاليد والأعراف والجهل، ويصعب ضبط هذا الشكل من الزواج، نتيجة تزويج الأهالي للصغيرات بدون أمناء شرعيين  أو أوراق رسمية.

أما دولة السودان، فالقانون هناك يجيز زواج الفتاة عند بلوغها سنة العاشرة،  ولذلك تحل ثانيةً في القائمة العربية،
وبحسب احصائية أجريت فى السودان في عام 2014، يتكشف أن 38% من النساء تزوجن في سنٍ مبكرة.

الحرمان من التعليم
عالميًا، هناك 124 مليون طفل وطفلة خارج المدارس وفق إحصاءات صادرة عن يونسكو في 2013، وفي الدول العربية يوجد ما يقارب الــ5 مليون طفلًا غير ملتحق بالتعليم الابتدائي، و4 ملايين مراهق تقريبًا غير ملتحق بالتعليم الثانوي.

ويوجد 3 ملايين طفل وطفلة خارج المدرسة في سوريا والعراق، بعد أن دمر النزاع هناك قطاعًا كبيرًا من جهاز التعليم، بينما تحتكر سوريا النسبة الأكبر، حيث تزداد نسبة تسرب الطلابات والطلاب من المدارس لضعف قدرتهن على الوصول إلى مقاعدهم الدراسية ويوجد أكثر من 2 مليون طفلًا وطفلة سورية خارج المدارس.

تعليم الفتيات

أما اليمن،فما يقارب 58 بالمئة ما بين 7 و 16 سنةً، لم يدخلن مدرسة على الإطلاق، فيما تعاني  50% من  المغربيات فوق سن 15 سنة من الأمية.

في مصر، وفقا لمنظمة يونيسيف، فإن معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي يبلغ نحو 95.4 بالمئة،  بينهم 96.1 بالمئة بالنسبة للصبية و 94.7 بالمئة للفتيات.

وتشير إحصائية أخرى عن المنظمة الدولية نفسها، إلى أن 2.8 مليون طفلًا وطفلة تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 لم يلتحقوا بالمدرسة أو تسربوا منها، وهذا يمثل 8.1٪ من الأطفال في هذه الفئة العمرية.

فيما تكشف أرقام غير رسمية أن نسب إلتحاق الإناث بالمدارس أقل  من الذكور بما يقرب من 20 بالمئة، مع ارتفاع معدلات التسرب بينهن.

ويأتي بين أبرز مسببات تسرب الفتيات من التعليم في مصر؛ الفقر ورغبة الأهل في التخلص من الأعباء المادية للفتاة، ثم العادات والتقاليد خاصة في المناطق الريفية، وفي المناطق التي تخضع لسيطرة وحكم القبائل، ينتشر الزواج المبكر بين العائلات تطبيقًا للأعراف.

اغتصاب الطفلات ورجمهن

قضت الفتيات الصغيرات في سوريا والعراق على وجه الخصوص، عامين (2014-2015) من أسوأ ما يكون بعد تنامي سيطرة داعش في البلدين، وعانت الفتيات من البيع كالسبايا، والتزويج قسرًا، والاغتصاب قبل البلوغ على أيدي مجرمي داعش، وفي سوريا تحديدًا، تعرضت أكثر من 400 قاصرة للاغتصاب حسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن العام الماضي.

أما رجم الفتيات بسبب الزنا، فكما مارسته داعش علنًا، هو تقليد متبع في الصومال، حيث تنتشر هذة الظاهرة، وفي عام 2008 أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” رجم الفتيات هناك، بعد تعرض طفلة صومالية للرجم حتى الموت بتهمة الزنا وتحدثت نائبة ممثل اليونيسف في الصومال حنان سليمان عن الحادثة وقالت: “المعلومات التي وصلت لليونيسف مفادها أن طفلة عمرها ثلاثة عشر عامًا تعرضت للاغتصاب قرب مقديشو أثناء عودتها لمنزلها، بعد أن اتهمتها السلطات المحلية بممارسة سلوك غير ديني ولا يمكن تقبله وتم قتلها في محاكمة محلية” واعتبرت بذلك المنظمة الدولية أن هذه الجريمة تبين حجم الخطر والتهديد الذي تواجهه الفتيات الصوماليات.