وفاء عشريوفاء عشري: جنوبية تبحث عن الحرية لكل بنات جنسها فى عفن موروثات مجتمعها الجنوبى

شاركت في تأسيس مبادرة “جنوبية حرة” التى تهدف إلى رفع وعي الفتيات الجنوبيات والحد من العنف ضدهن

ترشحت على المقعد الفردي بالدائرة الأولى بأسوان فى انتخابات برلمان 2015.

القصة الشعبية المعروفة باسم «شفيقة ومتولي»، انتهت بأن متولي قتل شفيقة عشان يثأر لشرفه اللي دنسته بخروجها م الدار على حل شعرها (زى القصة ما بتقول)، وخلينا نقف عند مشهد قتل متولي لشفيقة، ونجرد الحقيقة عشان نقدر نشوف الدافع الحقيقي وراء قتل شفيقة.

القصة بتقول أن شفيقة كانت بتحب متولي وبتخاف منه وتعمل له ألف حساب، وأنه لما خدوه الجهادية واتدرج في المناصب لحد ما أخد شريطين وبقى له مركزه (حسب وقت الحادثة) وانبسطوا منه رؤساؤه، ولما سمع بسيرة أخته اللي اتعرفت بين الشباب بمشيها البطال رغم خوفها منه، حس بالمهانة والإهانة، مش عارفة بقى بسبب أنه مش هيلاقى شفيقة لفرض سيطرته وهيمنته عليها وهي لا حول لها ولا قوة، ولا بسبب علاقة بينهما لا سمح الله وإحساسه بالغيرة، ولا عشان مزيد من رضا رؤسائه لما يعرفوا أنه ماتهاونش فى حق شرف عيلته، لا وكمان مش هيقدر يمارس سلطته وسطوته على الشباب اللي فى مركز الجهادية وهما بالطبع فيهم الأحسن منه كعائلات وامتلاكهم للأموال من منطلق (الحقد الطبقي) اللي وصله لمكانة يستطيع منها أنه يفرغ كل غضبه من المجتمع اللي مش حاسس بمعاناته ومعاناة أهله ولا فقره وعوزه.

يبقى لما يقرر متولي يقتل شفيقة فى حقيقة الأمر مش بسبب شرفه فى الأصل، لكن لأنه خايف على الوضع اللي وصل له وهيحارب عشان يفضل فيه يقدر يمارس سطوته على كل واحد يقع تحت ايده، ويطلع عين أمه.. وأنه يحافظ على رضا رؤسائه، وأن محدش يقدر ينازعه في هذا المكان بسبب سيرة أخته.. هى دى الأسباب اللي خلته يقتلها.. خوفه من المجتمع اللي مقرر أنه يقتله نفسيًا ومعنويًا لو ما اخدش الخطوة دي ويفضل العمر كله يعايره بأنه أخو (فلانة) اللي جابت لهم العار.. حلاوة الروح حلوة مافيش كلام.

احنا بقى عندنا كل يوم فيه متولي بيقتل شفيقة بسبب خوفه من المجتمع.. بيقتلها لما يقرر يعمل لها ختان بسبب خوفه من محاسبة المجتمع له لما تكبر وماتتجوزش، وهما فى الأصل بيعانوا فى علاقاتهم الزوجية من عمليات الختان بس لأن ثقافة المجتمع عندنا بتخلينا مينفعش نتكلم عن ايه الحاجات اللي ممكن تريحنا في العلاقة الزوجية (عيب) هيقولوا عليكِ بتفهمي! طب إزاااااي؟؟

ولا لما يحرمها من الميراث بسبب خوف المجتمع من أنه يقول هما سابوا فلوسهم لأزواج البنات، وإزاي يبقوا أكتر سطوة على الأراضي والفلوس!

ولا لما يغصبها تستمر فى زواج محكوم عليه بالفشل من جميع الجهات عشان هيقولوا مش قادرة تستحمل جوزها، وتستحمله ليه في الأصل طالما وصولوا لطريق مسدود مالوش أي حل ممكن؟

ولا لما يحرمها من التعليم فى الخارج عشان الناس هتقول علينا ايه؟ مش عارفين يلموا بنتهم دايرة على حل شعرها!

ولا حتى لما الواحدة فينا تقرر أنها مش هاتتجوز فيبقى لازم تكون فيها حاجة معيوبة.

مجتمع متفنن في وضع تبريرات غير منطقية لإختياراتنا اللي إحنا مسؤولين عنها ونتحملها بكامل إرادتنا.. متولي يا جماعة عايش وسطينا بيفرض سطوته علينا بسبب خوفه من أن المجتمع يقرر يقتله نفسيًا ومعنويًا ويبقى جسد بدون روح، الروح اللي بتاخد من أرواحنا سواء حية أو ميتة عشان تعيش.

بس يا ترى هو متولى بيعرف ينام ويغمض عينيه بعد ما يقتل شفيقة كل مطلع صباح؟