يأتي رمضان هذا العام بمائدته الدرامية التي تعد سمة رئيسة لهذا الشهر، ويبلغ عدد المسلسلات المصرية المعروضة هذا العام 32 مسلسلًا، وعلى الرغم من أحاديث وأخبار كثيرة تروج أن الإنتاج الدرامي هذا العام أقل عددًا من العام الماضي بما يصل إلى النصف، إلا أن الرصد يكشف أن عدد الأعمال الدرامية التي عرضت رمضان الفائت، هو نفسه 32 مسلسلًا.

وعلى صعيد عدد مسلسلات البطولة النسائية المطلقة لم يختلف الأمر كثيرًا، إذ شهد رمضان الماضي 12 مسلسلًا من أصل 32، لبطولات نسائية أو ما يمكن تسميته بمسلسلات البطلة الأولى، وهي؛ تحت السيطرة، والكابوس، وطريقي، وحالة عشق، ومريم،  ويوميات زوجة مفروسة أوي، ولهفة، ومولد وصاحبه غايب،  وزواج بالإكراه والبيوت أسرار، ويا أنا يا أنتِ، وسيت كوم ” لما تامر ساب شوقية”.

بينما يشهد هذا العام حضور 11 مسلسلًا لبطولات نسائية مطلقة من أصل 32، وهي؛ الخانكة لبطلته غادة عبد الرازق، وسقوط حر للممثلة الأنجح خلال رمضان لمدة ثلاث سنوات “نيللي كريم”، وأفراح القبة لعدد من البطلات على رأسهن “منى زكي” إلى جانب “رانيا يوسف” و”صبا مبارك” و”سوسن بدر” و”صابرين”، ومسلسل نيللي وشريهان للأختين دنيا وإيمي سمير غانم، وأزمة نسب للممثلة “زينة”، وفوق مستوى الشبهات للبطلة الأكثر ارتباطًا في ذاكرة الجمهور المصري بدراما شهر رمضان “يسرا”، أيضًا مسلسل الميزان للممثلة “غادة عادل”، ووعد لبطلته “مي عز الدين”،  وهبة رجل الغراب (الجزء 3) لــ”ناهد السباعي”، ويوميات زوجة مفروسة أوي (الجزء 2) لــ”داليا البحيري”، وأخيرًا بنات سوبر مان الذي يجمع كل من “يسرا اللوزي” و”شيري عادل” و”ريهام حجاج”.

مسلسل “هي ودافنشي” يجمع بين بطلة وبطل، وهو سياق على صعيد الشكل والمضمون يعتبر محاولة لتحقيق المناصفة التي تغيب عن الغالبية العظمي من مسلسلات رمضان 2016.

تمكين المرأة في صناعة الدراما التلفزيونية، لا يتوقف على الاستحواذ على الأدوار الأولى في العمل والحضور على الشاشة، وإنما يكشفه مدى مشاركة النساء في تأسيس وتنفيذ المسلسل، ويبدو الوضع هذا العام مُزريًا ومُحبِطًا.

بين مخرجي الأعمال لم يظهر توقيع أي مخرجة على مسلسل من الــ32، وفي شأن كتابة النصوص، فالحضور هزيل إلى درجة كبيرة، فهن ثلاث كاتبات فقط؛ مريم نعوم للعام الثالث على التوالي بمسلسل “سقوط حر”، وأماني ضرغام للعام الثاني بمسلسل “زوجة مفروسة أوي – الجزء 2″، ونشوى زايد لتقدم سناريو وحوار مسلسل “أفراح القبة” والذي ترجع قصته لنص للأديب الكبير “نجيب محفوظ”، وقدم منه السناريست “محمد أمين راضي” 17 حلقة، وبعد خلافات تسلمت “زايد” المهمة وأكملت المسلسل، وفيما يتعلق بالإنتاج، وحدها المنتجة “مها سليم” الاسم النسائي الذي ينافس في السباق الرمضاني بين شركات ومنتجين رجال، فضلًا عما ستكشفه التيترات خلال الأيام المقبلة من هيمنة ذكورية على أدوار؛ المونتاج، الموسيقى التصويرية، الملابس والديكور.

قضايا النساء، ليست محورًا رئيسًا تدور حوله الأحداث سوى في مسلسلي “الخانكة” و”سقوط حر”، ولكن الأول يبدو أكثر صراحة في مناقشة قضية التفرقة والتمييز بين الذكر والأنثى منذ الصغر، ويناقش نظرة المجتمع للمرأة المستقلة والمختلفة عن السائد أو ما يفرضه المجتمع من قواعد، بالإضافة إلى التطرق إلى قصة الاعتداء الجنسي لطلاب المدارس على معلماتهم، ولذا يعد “الخانكة” الأكثر صراحة في معالجة قضايا يتحاشى كثيرون من صناع الدراما التطرق إليها خاصة عبر الوسيط التلفزيوني.

أما “سقوط حر” الذي تقدمه الكتابة “مريم نعوم” بالاشتراك مع وائل حمدي، في رابع تعاون لها مع الممثلة “نيللي كريم” ففي ظاهره يقدم قضية قتل، ترتكبها كما – هو واضح – زوجة بحق زوجها وشقيقتها، لكن المسلسل في طياته من المزمع أن يحمل الكثير الذي يكشف معاناة النساء في المجتمع بثقافته، من خلال الشخصية الرئيسة “ملك” المتورطة في جريمة القتل، ومن يزاملنها داخل وحدة الطب النفسي الشرعي.

صورة المرأة في دراما رمضان الحالي، من الصعب الحكم عليها مبكرًا جدًا، لكن مسلسل “أفراح القبة”، هو عمل مأخوذ عن رواية للأديب “نجيب محفوظ” تحمل نفس الاسم، وبالتالي فملامحه معروفة، وهو العمل الذي يحيطه الترقب، خاصة لأن الشخوص وخاصة النسائية تدور في فلك الخطايا، أيضًا مسلسل “الطبال” كشف عبر المقطع الدعائي له، عن صورة تقليدية ونمطية للمرأة في محيط الملهى الليلي.