قالت “إيڤون مسعد” عضوة الجبهة الوطنية لنساء مصر، إن ما تعرضت له سيدة المنيا من انتهاك وعنف جنسي  لم يعر جسدها، بل عرى المجتمع المصري، وكشف أمراضه المستوطنة والتي يدفن الجميع رأسه في الرمال كالنعام هاربًا من حقيقتها، واعتبرتها حادثة تكشف أن الطائفية والعنصرية متغلغلة في نفوس كثير من المتطرفين والجهلاء وليس بالطبع المسلمين.

وأضافت “مسعد” في تصريحاتها لــ”ولها وجوه أخرى” أن الحادثة تعكس مدى احتقار المجتمع الذكوري المحصن بالتدين الزائف والمتطرف ضد المرأة، وأنها لاتتجاوز في نظرهم مجرد ” عبدة  أو”أمة” لاقيمة لها، ويمكن هتك عرضها في وضح النهار وأمام الجميع.

وأردفت قائلة “كشفت الحادثة أن الدولة التي تصدع رؤوسنا ليل نهار عن احترام المرأة المصرية، لاتتذكر النساء إلا في الانتخابات والاستفتاءات، وتلقيهم بعد ذلك فريسة سهلة للاغتصاب والتنكيل من قبل أعداء الدين السمح والمتطرفين.”

وأكدت عضوة الجبهة الوطنية لنساء مصر، أن هذه الواقعة الحزينة المخزية لا يمكن محوها إلا بالقانون، ومحاسبة كل المسؤولين عن الجريمة وليس المعتدين فقط، بدءًا من مدير الأمن والمحافظ والعمدة الذين تنكروا واستهانوا بالحادثة، حتى يشعر المسيحين المصريين في المنيا بالأمن والأمان، بعد أن غابت الدولة بمؤسساتها عن هذه الجريمة.

وطالبت “مسعد” القيادة السياسية بضرورة اختيار مسؤولين لديهم وعي وحكمة وغير متطرفين لتولي مقاعد الإدارة الامنية والتنفيذية بمحافظة المنيا، خاصة أنها تأتي بين اكثر المحافظات التي تشهد حوادث عنف طائفي منذ سنوات طويلة.

أما عن الجلسات العرفية، قالت “مسعد” سيكون عارًا على مصر كلها لو انتهت هذه الأزمة بجلسة تصالح، لايمكن تصور أن تهين مصر نساءها بهذه الدرجة، متسائلة ” كيف يحدث صلح مع هتك عرض ست مصرية ؟!”، مشددةً على أن استمرار هذه الجلسات يؤدي بالدولة إلى الجحيم ويحولها الي حياة القبيلة.

وبسؤالها عن تقييمها لأداء الرئاسة مع الأزمة، قالت “نعلم أن الرئيس منشغل، ولكن كان يبنغي أن يلتقي هذه السيدة مثلما فعل مع السيدة الناجية من الاغتصاب الجماعي بميدان التحرير، ونحن نطالبه بتطبيق القانون ومحاسبة المقصرين، وإعادة النظر في نتائج تجديد الخطاب الديني وماصلت اليه حتي الاَن، مشيرةً إلى أن الخطاب مازال متطرفًا عدائيًا طائفيًا، والدولة تطلق العنان للمتطرفين وتلقي بالتنويرين في السجون تحت مسمي ازدراء الأديان.