احتفلت مؤسسة «نظرة للدراسات النسوية» بإطلاق دليل المبادرات النسوية الشابة، تزامنًا مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة.

الاحتفال الذي استقبله المركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة، فى ساحته المكشوفة، شهد حضورًا لافتًا من المهتمات والمهتمين بحقوق النساء، إلى جانب عدد من ممثلي المبادرات المشمولة فى الدليل.

يذكر أن دليل المبادرات النسوية هو كتيب يحتوي على خريطة للمبادرات النسوية الشابة المنتشرة فى محافظات الجمهورية، مع تحليل لتجاربها، إلى جانب مجموعة من التعريفات والمصطلحات مثل النسوية، الفكر النسائي، النوع الاجتماعي، التمييز على أساس النوع الاجتماعي، تمكين النساء، بالإضافة إلى عرض لأهم القضايا والإشكاليات التى تهم المجموعات النسوية.

شيماء طنطاوي

شيماء طنطاوي

بدأ الحفل فى الـ6:30 مساءً، بكلمة لـــ”شيماء طنطاوي”، عضو المؤسسة والمشاركة فى كتابة الدليل بالتعاون مع “هند محمود”.

أعطت “طنطاوي” نبذةً عن الدليل وما يشتمل عليه وعرضت خلال كلمتها مقطع فيديو تعريفي عن الدليل، ثم عددت المبادرات المذكورة فيه، مرحبةً بالعضوات الحاضرات تمثيلًا لها.

أعقب كلمتها، جلسة تعارف وتشبيك بين عضوات المبادرات، واختُتِم الحفل بفقرة موسيقية لفريق “بنت المصاروة”.

“فكرة الدليل تبلورت من خلال سعي مؤسسة نظرة لتقديم كتيب يحتوي على مواد علمية، بشأن أسس تكوين المبادرات وتأسيسها، لمساعدة الناشطات الشابات فى تدشين مجموعاتهن والإبقاء عليها مستمرة، لكن بعد إجراء لقاءات مع عدد من مؤسسات وعضوات هذه المجموعات، اكتشفنا أن المشاكل أكبر بكثير من حدود فكرتنا، فقررنا التوسع في المنتج المقرر إصداره.” تقول “شيماء طنطاوي” فى حوار قصير لــ «ولها وجوه أخرى» على هامش الحفل.

وعن مشاكل المبادرات التي كانت سببًا في توسيع محاور الدليل، تقول “المشكلات تتعدى حدود التأسيس، وهيكل العمل، فهناك مبادرات تعاني عدم الوعي بأسس العمل، مما قد ينتهي بها إلى الانهيار، وذلك بالنسبة للمبادرات القائمة على أرض الواقع، أو الإفتراضية أى الموجودة على الفضاء الإلكتروني.”

DSCF4165

إلى جانب مشكلة التمويل، توضح “طنطاوي” أن مشكلتي التخطيط الاستراتيجي وامتلاك مقر عمل ثابت، الأكثر شيوعًا بين المبادرات كافة، مشيرةً إلى أن هناك مبادرات أعلنت بوضوح خلال اللقاءات، عدم استطاعتها توزيع الأدوار فيما بين عضواتها، وبعضها أكد تولد أزمة الرغبة فى “الزعامة”، مبكرًا مما يعيق اتخاذ القرارات، ويزيد الخلافات.

بعض المبادرات المذكورة في الدليل، لم تعد موجودة، وهو حال كثير من المبادرات التى تأسست بعد الثورة، خرجت للنور، خططت، تفاعلت، ثم اختفت.

وعن هذه الأزمة تكشف “طنطاوي”، أن السبب الرئيس فى توقف هذه المبادرات يرجع بالأساس لسبيين أولهما، سوء الإدارة وذلك لعدم الوعي بها، والاَخر هو مشكلة اجتذاب تمويل يضمن الاستمرارية.

وتؤكد أن غالبية المبادرات التى انتهى عمرها قصيرًا، امتلكت عضواتها حماسًا كبيرًا، ولكن سرعان ما انكسرت همتهن بسبب العقبات وعدم القدرة على إدارة الأزمات، نافيةً أن يكون السبب هو الإخفاق فى تحقيق شهرة من وراء تلك المبادرات، كما يظن البعض.

DSCF4168

بعد رحلة طويلة استغرقت ما يقارب السنة ما بين لقاءات، ودراسة وبحث، تمكنت “شيماء طنطاوي” وشريكتها “هند محمود”، من تكوين رؤية واضحة بشأن المبادرات، وقدراتها، ونقاط الضعف والقوة لديها.

“مبادرة جنوبية حرة هى الأكثر تنظيمًا وقدرة على إدارة نشاطها بحرفية، وهن فتيات أسوانيات تعرفن على بعضهن البعض، خلال التظاهرات التي خرجت خلال ثورة يناير وما تلاها، وتمخضت داخلهن ثورة ضد النظرة الدنيوية لهن، في مجتمع لا يقبل انخراط نسائه فى الاحتجاجات السياسية، ولا يستسيغ فكرة جلوسهن على المقاهي للتلاقي والحديث، فقررن تدشين مبادرة لمناهضة التمييز الممارس ضدهن وضد بنات جنسهن فى الجنوب” تقول “طنطاوي”

وتضيف “أما المبادرة الأكثر تميزًا وتعد أولى من نوعها، فهى “ولها وجوه أخرى”، فلم يسبق أن تخصصت مبادرة فى الصحافة النسائية على النحو الذى تتناوله وتقدمه.”

النقطة الأخيرة التى توقفنا عندها، هي نشر الدليل وتوزيعه على نطاق أوسع من الحاضرين فى الحفل، فتشير “شيماء طنطاوي”، إلى أن توزيع الدليل سيكون فى نطاق المجتمع النسوي فحسب، مع وجود نية لنشره فى مجتمعات المجموعات المذكورة بالدليل، من خلال جولة ستقوم بها مؤسسة «نظرة» فى المحافظات المتواجد بها تلك المبادرات.”