«العنف ضد المرأة» المفهوم الوافى وليس المغلوط المختزل
“العنف ضد المرأة” جملة بسيطة فى نظر البعض وفضفاضة بالنسبة للبعض الاَخر، عنصرية فى نظر كثير من الرجال وحقيقة واقعة بالنسبة لأغلب النساء – بإستثناء من يقفن من النساء فى وجه النساء – اعتدنا أن نسمع هذه الجملة كثيرًا مع المطالبة بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين أو فى أعقاب حوادث الإغتصاب والتحرش.
مما أعطى انطباعات خاطئة عن مفهوم “العنف ضد المرأة” وكأنها جملة تصف العنف الجنسي دون غيره واَخرون استخلصوا أن المقصود بها ضرب الزوجة من قبل الزوج أو الابنة من قبل الأب أو الأخ.
وكل هذه اختزالات تنتقص من مفهوم الجملة التى تحمل فروعًا وأشكالًا أوسع من ذلك .
والعنف ضد المرأة لا يقتصر على مصر وحدها أو على دول العالم العربي وحدها فالعنف ضد المرأة موجود حول العالم لكن بدرجات متفاوتة خاصة مع إختلاف تعامل الدول مع هذه الظاهرة.
فهناك دول تدعم مؤسسيًا أشكال العنف المختلفة ضد المرأة و هناك دول تقف فى منطقة الوسط وهناك دول تحاول مواجهته باَليات مختلفة من أبرزها القوانين .
ورغم أنه منذ العام 1993 تم وضع تعريف واضح للعنف ضد المرأة من قبل الأمم المتحدة وهو التعريف الرسمي لهذه الظاهرة وتعريفه:
“أى فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجمسانية أو الجنسية أو النفسية بما فى ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفى من الحرية سواء حدث ذلك فى الحياة العامة او الخاصة”.
وفى عام 1995 ورد فى المادة الأولى من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة ، ثلاثة تقسيمات للعنف ضد المرأة هم:
- العنف البدنى والجنسي والنفسي الذى يحدث فى إطار الأسرة
- العنف البدنى والجنسى والنفسي الذى يحدث فى إطار المجتمع
- العنف البدنى والجنسى والنفسي الذى ترتكبه الدولة أو تتغاضى عنه أينما وقع
وفى مجالات أخرى ، تنقسم أشكال العنف ضد المرأة إلى:
- عنف أسرى:
على سبيل المثال: ختان الإناث – زواج القاصرات – الإغتصاب الزوجى – الاعتداء جسديًا على الابنة أو الأخت أو الزوجة – الإهانة على أساس الجنس – الإجبار على القيام بالأعمال المنزلية بما يفوق الطاقة، الإجبار على الخروج من المدرسة مبكراً والحرمان من التعليم، عدم إستخراج شهادات الميلاد – الدخلة البلدى
- عنف مجتمعى:
على سبيل المثال: التحرش الجنسي – بطالة النساء – النظرة المضطهدة للمطلقات – إطلاق كلمة عانس على غير المتزوجات
- عنف الدولة:
على سبيل المثال: منع المرأة من بلوغ المراكز القيادية و مراكز إتخاذ القرار، ضاَلة التمثيل فى المجالس المنتخبة عن طريق عدم تطبيق نظام الكوتة – عدم تشريع القوانين التى تضمن حماية المرأة من صور العنف المختلفة حتى فى نطاق الأسرة والمجتمع
أما التقسيم الأكثر تداولًا لأنماط العنف ضد المرأة هو :
- العنف النفسي
- العنف الجسدى
- العنف الجنسي
- العنف السياسي
اليوم العالمى / الدولى لمكافحة العنف ضد المرأة
في عام 1999 أعلنت الأمم المتحدة رسمياً أن 25 نوفمبر هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
كما أعلنت الأمم المتحدة بدءاً من يوم 25 نوفمبر ال 16 يوماً للحد من العنف ضد المرأة والتى تنتهى فى 10 ديسمبر الموافق “اليوم العالمي لحقوق الإنسان”
ودعت الأمم المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس بشان حجم المشكلة خلال هذه الأيام .
بعض الأرقام:
تشير العديد من الدراسات الميدانية التي أجرتها المنظمات الدولية إلى أن امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث تتعرض للضرب أو الإكراه والإهانة فى كل يوم من أيام حياتها، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من نحو 70 % من ضحايا جرائم القتل من الإناث.
و فى دراسة حديثة نشرتها مجلة بريطانية طبية، امرأة بين كل 14 امرأة فى العالم فى العمر 15 أو أقل تعرضت لاعتداء جنسي مرة على الأقل من قبل شخص غير زوجها أو شريكها.