فى حوارها لــ«ولها وجوه أخرى».. «فاطمة خير» مؤسسة شبكة نساء من أجل الإعلام: أبشر بالصحافة والشبكة تدعم الصحافيات لمواصلة العمل بعد الإنجاب
قليلات هن النساء اللواتى يحاربن حتى الرمق الأخير من أجل حقوق غيرهن، ومعادلة صعبة أن تتحمل المرأة مشاق الصحافة وفى الوقت ذاته تبنى حياة أسرية ويكون النجاح عنوانًا مشتركًا فى الجانبين، لكن الصحفية والمدربة فى مجال الإعلام “فاطمة خير” استطاعت أن تكون بين هؤلاء القليلات اللواتى حققن هذه المعادلة.
“أنا أريد أن أبشر بالصحافة، أؤمن بحق المرأة فى أن تمتهن تلك المهنة التى تحبها، وهى تستحق منا بكل تأكيد الدعم، فمن تختار أن تكون صحفية هى امرأة متميزة لديها ما ستقدمه للمجتمع واستمرارها فى هذا المجال سيحقق فارقًا فى المجتمع”
هكذا تلخص “فاطمة خير” حلمها الذى اعتبرت أن السبيل إلى تحقيقه هو تدشين شبكة “نساء من أجل الإعلام” التى أعلنت عن إطلاقها منذ فترة وجيزة.
قبل تلك الشبكة كان لــ”خير” محطات عديدة فى العمل الصحافى، بدأت مع جريدة الأهالى فى التسعينيات، ومن ثم جريدة اليوم السابع وأخيرًا موقع دريم نيوز الذى تولت رئاسة تحريره، فضلًا عن عملها كمراسل صحفى لعدد من المواقع والصحف العربية، إلى جانب ذلك ، أولت “فاطمة خير” إهتمامًا خاصًا بقضايا المرأة.
هذا المزيج بين الشغف الصحفى والإهتمام بالشأن النسوى تمخض عنه مبادرتها الأخيرة والتى تأتى تحت اسم “شبكة نساء من أجل الإعلام”
وفى محاولة منا لتسليط الضوء على تلك التجربة المتفردة كان لنا هذا الحوار مع الصحافية والكاتبة “فاطمة خير” مؤسس “شبكة نساء من أجل الإعلام”
فى البداية، لماذا وقع اختيارك على اسم “نساء من أجل الإعلام” ؟
كان لدى عناصر محددة أريد تضمينها فى الاسم أهمها كلمة “نساء” لأننى أريد دائمًا أن أؤكد على كونى “امرأة” والعنصر الثانى كان “الإعلام” بمفهومه الشامل سواء صحافة مطبوعة أو إلكترونية، وتلفزيون، وإذاعة، وحتى أجد اسم يتضمن هذه العناصر توصلت فى النهاية إلى هذه الصيغة خاصة أنها ليست مكررة أو مشابهة لأسماء مشروعات أو مبادرات أخرى.
ما الدوافع وراء تأسيسك لهذه الشبكة؟
على مدار سنوات عملى بالصحافة التى تتعدى الـ20، كنت مهتمة بشؤون المرأة وقضيتى الصحافة والنساء هما شاغلى الشاغل، ومؤخرًا زاد على عملى كصحافية عملى كمدربة فى هذا المجال، والذى كشف لى مشكلة يعانيها الصحفيين الشباب من الجنسين تتمثل فى إفتقارهم للتدريب الصحافى فى الصحف الخاصة التى لا تولى إهتمامًا لتطوير إمكانيات صحافييها بقدر ما يعنيها الربح المادى، والصحفيات تحديدًا هن الأكثر تضررًا من هذا، وبتن يسارعن إلى الزواج والإنجاب فى مقتبل العشرينيات بعد أن تولد شعور “وهمى” لديهن بالاستقرار فى هذه المؤسسات الصحافية، فتصبح الصحافية لا تملك كفاءة مهنية من ناحية وتطاردها ضغوط أسرية من ناحية أخرى فى الغالب ستدفعها لترك مهنة الصحافة وهذا كان أول الخيط فى بلورة فكرة تدشين الشبكة لدعم هؤلاء الصحافيات.
إذًا فما شكل الدعم الذى ستقدمه الشبكة للصحفيات؟
الشبكة ستتبنى بالدرجة الأولى تدريب النساء العاملات فى مجال الإعلام على المستوى المهنى إلى جانب ذلك، ستقدم الدعم النفسي لهن من خلال عقد جلسات نقاشية مع صحافيات ناجحات على المستويين المهنى والأسرى، فى محاولة لمواجهة الصراع النفسي الداخلى الذى يتملك المرأة العاملة فى مجال الإعلام فيما بين الاستمرار فى العمل الصحفى أو الإذعان للضغوط المجتمعية التى قد تثنيهن عن المضى قدمًا فى هذا المجال.
ما أهم المشكلات التى تواجه العاملات بالوسط الصحفى فى وجهة نظرك؟
هناك شق متعلق بالمؤسسات الصحافية المتأثرة بنمط تفكير المجتمع ودائمًا ما تكون أولويتها فى التعيين والترقيات والتدريب للصحافيين ” الذكور”على حساب “الإناث”، والشق الاَخر يتمثل فى تعثر الكثيرات من العاملات بالمجال الإعلامى فى الطريق بسبب إشكاليات ساعات العمل فى ظل تربية الأطفال، وأنا التقيت الكثير من هذه النماذج اللواتى كن يداومن سؤالى “كيف أصبحت زوجة وأم ورئيس تحرير وكاتبة ونجحت فى كل ذلك فى اَن واحدة؟
هل تستهدف الشبكة الصحافيات المختصات بالشأن النسوى على وجه الخصوص؟
بالطبع لا، الشبكة تستهدف العاملات فى المجال الصحافى عامة، وعلى سبيل المثال لدينا تدريبات موجهة للمصورات، ولكن نحن بالأساس سنهتم بشكل خاص بالعاملات فى الصحافة الإلكترونية لإنها الصحافة الأكثر ملائمة لظروف النساء فهى لا ترتبط بوقت، من خلالها يمكن للصحافية العمل فى أى وقت وفى أى مكان فلا ترتبط لا بمواعيد أو بتواجد فى مكانٍ بعينه.
ما نوعية التدريبات التى ستركز عليها الشبكة فى الفترة المقبلة ؟
سنركز على الحلقات النقاشية وجلسات الحكى بين الصحافيات الأكبر سنًا والشابات بهدف نقل الخبرة، وأيضًا تقديم النماذج الناجحة بالمجال الصحافى، للمبتدئات حتى نقدم لهن نماذج لقدوات يحتذى بهن فى هذا الصدد.
مع الإشارة إلى أنه سيكون هناك تدريبات موجهة لطالبات كلية الإعلام وسأبدأ أولها فى الفصل الدراسي المقبل.
هل الشبكة مشروع نسائي بحت موجه للنساء ويقوم على عاتقهن وحدهن؟
المشروع يستهدف النساء فقط، لكن المدربين لن يكونوا نساء فقط بل سيكون هناك مدربين رجال ومن المقرر أن تجوب التدريبات المحافظات المصرية ولا تقتصر على القاهرة.
هل الهدف الأكبر للشبكة هو رفع كفاءة الصحافيات أم زيادة عددهن؟
الهدف الأكبر هو أن نخلق مناخًا ونوجد أدوات تساهم فى استمرار النساء اللواتي يقررن العمل فى المجال الإعلامى حتى لا تتوقف الصحافية عن العمل فقط لكونها امرأة وهذا أهم بالنسبة لى من مسألة زيادة العدد.
هل جرى تنسيق بينكم وبين منظمات نسوية ؟
بالفعل جارى التنسيق الاَن مع بعض المنظمات النسوية، ليس فقط بخصوص التدريبات ولكن أيضًا بخصوص إطلاق حملة للتوعية بمشروع قانون “شقة الزوجية” والذى اقترحته من قبل فى كتابى “أنثى مع سبق الإصرار” وأطمح أن يكون هذا المشروع ضمن مشروعات القوانين التى سُتطرَح على البرلمان المقبل.