نغلق جميعًا صفحات عام 2015، مودعين إياه، بكل ما حمله من أحداث ووقائع على مختلف المستويات منها الإيجابي والسلبي، وحينما ننظر سريعًا ونقلب عاجلًا بين أوراق العام فيما يتعلق بنساء مصر تحديدًا، سنجد العنف ضد المرأة طاغيًا منذ بداية العام وحتى اَخره، ونبدأ من أول شهور السنة، فى يناير حيث سقطت “شيماء الصباغ” شهيدة فى مشهد هو الأقسى فى العام كله.

“شيماء الصباغ” .. شهيدة الورود التى أدمت صورتها القلوب

ربما كان المشهد الأسوأ خلال العام ككل هو مشهد مقتل الناشطة السياسية وعضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكى “شيماء الصباغ” في يوم 24 يناير الماضي، في تظاهرة سلميَّة وقف فيها عدد من أعضاء الحزب يحملون الورود بهدف تأبين شهداء ثورة الـ25 من يناير، بمنطقة وسط البلد بشارع طلعت حرب.

قُتِلَت “شيماء” الأم الشابة ذات الـ32 عامًا، متأثرة بإصابتها بطلقات خرطوش موجهة صوبها من قبل القوات الشرطية التى تعمدت فض الوقفة الاحتجاجية باستخدام القوة.

تبع مقتل الناشطة السياسية، حالة غضب وفورة، خاصة بعد نفى وزارة الداخلية استخدام الخرطوش فى فض الوقفة، فخرجت مظاهرة نسائية فى مكان استشهادها بشارع طلعت حرب تطالب بإقالة وزير الداخلية.

وبعد ضغط سياسي وشعبي، تعهد وزير الداخلية وقتذاك “محمد إبراهيم”، أنه سيسلم قاتل شيماء الصباغ للمحاكمة حتى لو كان ضابطًا.

وفى يونيو الماضى، قضت المحكمة بسجن الضابط “ياسين صلاح” 15 عامًا بعد إدانته بالضلوع في مقتل “الصباغ”.

تعيين 26 قاضية بمجلس الدولة

فى يونيو الماضي، وافق مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار “محمد حسام عبد الرحيم” على انتقال 26 قاضية من أعضاء النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة، للقضاء العادي للعمل في محاكم الاستئناف والجنح وذلك بعد إجراء عدة اختبارات تحريرية وشفهية للقبول، و بالفعل بعد إجراء امتحانات تحريرية لهن تم التصديق بقرار جمهورى على تعيينهن بالقضاء العادي، فى محاكم الجنايات والجنح والنقض، وكان من بينهن ابنة النائب العام السابق “هشام بركات”، وجاءت أسماء المعينات كما يلي: مشيرة عواض فرج عبدالغني، مروة هشام زكي بركات، نجوان السيد علي رضوان، هدى خليفة أحمد محمد عمر، أسماء عبد الجليل محمد عبدالدايم، إيمان زكي محمد كمال حمودة، شيماء عبدالبديع أحمد عبدالفتاح، أسماء عبدالحي محمد عبدالقادر شريف، شيرين محمد حسني ياسين، رحاب عبدالله السيد، إيمان أحمد، لبنى محمد عبدالحميد، منار عبدالباسط عبدالفتاح إبراهيم، هند حلمي سيد أحد عيسى، هبة صلاح الدين محمد منصور، نشوى محمد أحمد صبحي الشاذلي، سمر محمد علي، أماني محمد موسى محمد، دعاء حسن علي الحداد، ميادة محمد أحمد فتحي، سوزان عطية مصطفى عطية، سامية محمد يوسف شحاتة، شيماء عبدالحي محمد عبدالقادر الشريف، انجي حسين علي حسين علي، آيات محمود محمد عبدالحليم.

لأول مرة .. تعيين سيدة في منصب مساعد وزير العدل

من ضمن الإنجازات التي تحققت أيضًا في 2015، تعيين امرأة لأول مرة في منصب مساعد وزير العدل، إذ وافق وافق المجلس الأعلى للقضاء، على الطلب المقدم من المستشار أحمد الزند وزير العدل بندب المستشارة غادة طلعت إبراهيم الشهاوى، لمنصب مساعد وزير العدل لشئون حقوق المرأة والطفل.

عملت المستشارة غادة طلعت إبراهيم الشهاوى بالقضاء، وتقلدت عدة مناصب قيادية به، كقاضية بمحكمة القاهرة الاقتصادية فى عام 2012 وكانت ضمن أهم القاضيات المطالبات بتمكين المرأة العاملة بالقضاء من العمل بجميع أقسامه، حيث نادت بتطبيق التجربة القضائية الصينية فى مصر، والتى نهضت بالمرأة فى مجال القضاء، ورأت أن هناك أقسامًا كثيرة من القضاء لاتزال مغلقة أمام المرأة المصرية، مثل: القضاء الإدارى ومجلس الدولة.

تعيين أول سيدة لرئاسة حي فى الإسكندرية  

فى يونيو الماضي، أصدر محافظ الإسكندرية السابق، هاني المسيري، قرارًا بتعيين المهندسة سعاد حلمي، رئيسًا لحي وسط، لتكون تلك المرة الأولى، التى تتولى فيها سيدة هذا المنصب في محافظة الإسكندرية، فيما تأتى هى فى المركز الخامس على مستوى الجمهورية بعد فهيمة صالح في غرب مدينة نصر، وفايقة فهيم لحى أول الزقازيق، وتأتى قدرية صديق الثالثة بعد تعينها في أول الإسماعيلية، ثم نادية حسونة لحى ثان المحلة.

يذكر أن “سعاد حلمى” حصلت على بكالوريوس الهندسة، شعبة كهرباء اتصالات عام 1983 من جامعة الإسكندرية، وتدرجت وظيفيًا لتحصل على درجة وكيل وزارة عام 2005 بموجب القرار رقم 320 لنفس العام.

اسم “نوال السعداوى” بين المرشحين لنوبل للاَداب

هذا العام، جاء اسم الطبيبة والأديبة والمفكرة المصرية “نوال السعداوى” ضمن المرشحين بقوة للفوز بجائزة نوبل للاَداب لهذا العام، إلا أن الجائزة فى النهاية ذهبت إلى الكاتبة والصحفية البيلاروسية سيفتلانا ألكسيفيتش.

“السعداوى” تعد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، تملك قلمًا استثنائيًا، فقدمت 40 كتابًا، من أفضل ما كتب عن تحرير المرأة وتحرير الوطن.

وتأتى بين عدد محدود من الأطباء لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، الذين رفضوا وأدانوا ختان الإناث فى ستينات القرن الماضي، وتعرضت للسجن خلال حكم الرئيس السادات، كما تعرضت للنفي نتيجه لاَرائها ومؤلفاتها، ورفعت ضدها قضايا من قبل اسلاميين ووُجهت لها تهمة “إزدراء الأديان”، ووُضع اسمها على ما وصفت بـ”قائمة الموت للجماعات الاسلاميه” حيث هددت بالموت.

فيسبوك يسترد حق أمينة متحف محمود سعيد بعد “سخرية وعنصرية” وزير الثقافة

هذه القصة ليست مجرد أزمة عابرة، أو خلاف حاد بعض الشئ وإنما هى حادثة رفعت النقاب عن ثقافتنا العنصرية، وأكدت مدى رؤيتنا القاصرة وتقييمنا السطحى للأفراد وفق قوالب وضعناها أنفسنا وقدسناها دون أى منطق فى ذلك.

هذه الحادثة، التى تسبب فيها وزير الثقافة السابق عبد الواحد النبوي، عندما ذهب فى زيارة إلى متحف محمود سعيد بالإسكندرية، فذهبت إليه أمينة المتحف تحدثه عن مشكلة تتعلن بالمعوقات الروتينية، فبدلًا من أن يصغى لها ولمشكلتها، استهزئ بمظهرها ووزنها الزائد، وبلهجة ساخرة طالبها بالجرى فى حديقة المتحف حتى تنقص وزنها،  لم  تفكر “عزة عبد المنعم” فى التتنازل عن حقها لكونه وزيرًا وذا سلطة،  واتخذت من فيسبوك، وسيلة للتعبير عن غضبها من إهانة وزير الثقافة،  فكتبت تقص الحادثة بالضبط، لتنتشر القصة كالنار فى الهشيم، وتتداولها وسائل الإعلام، ويبدأ الضغط المجتمعى، حتى فوجئت بمكالمة الوزير معتذرًا لها إن كانت فهمت قصده خطئًا، إلا أن “عزة” طالبته باعتذار مكتوب فوعدها الوزير باعتذار رسمى من مكتبه إلا أنها لم تتلق شيئًا.

فى نهاية المطاف، تدخل رئيس الوزراء السابق،  المهندس إبراهيم محلب، واعتذر لـ”عزة” عما تعرضت له، ومن ثم عقد لقاءً جمع الطرفين، دون اعتذار رسمي واضح ومعلن للكافة من الوزير.

إعلام “ريهام سعيد” يرسخ للعنف ضد المرأة ويبرر التحرش

فى واقعة عرفت باسم  حادثة”فتاة المول”، انتفضت مواقع التواصل الاجتماعى لدعمها فى مواجهة العنف الذى تعرضت له من قبل أحد الرجال، أثناء تواجدها بمول الحرية بمصر الجديدة، حيث تعقبها يتحرش بها لفظيًا، وعندما أوقفته تنهره على فعلته أنهال عليها ضربًا وسبها بأقذع الألفاظ لكن سرعان ما تدخل أمن المول، فأصرت الفتاة على عمل محضر ضد المتحرش، وظهرت بعد ذلك فى برنامج الـ10 مساءً لمقدمه “وائل الإبراشي”، ثم صبايا الخير الذى تقدمه “ريهام سعيد”، لتروى تفاصيل واقعة التحرش بها، إلا أن مقدمة البرنامج الأخير تخلت عن دورها كمذيعة وانتحلت صفة مفتش المباحث، لتعلن للرأى العام تشككها فى رواية “سمية طارق” الفتاة المتحرش بها، وتقول: زي ما في متحرشين في الشارع، في بنات زودتها أوي في الشارع، لموا بناتكم وحافظوا عليها مش هيحصلهم حاجة”، مضيفة “مش كل حاجة نشوفها نصدقها ومش كل حد يبقى مجني عليه يبقى فعلا مجني عليه، ومش كل فيديو نشوفه هو دا الحقيقة، لأننا منعرفش أيه حصل بعديه أو قبليه”، لتفاجئ الجمهور بعرض صور شديدة الخصوصية للفتاة المتحرش بها، وهو الفعل الذى اتهمته بسبب “سمية طارق” بسرقة صورها الشخصية من هاتفها النقال أثناء تسجيل الحلقة.

فى أقل من 24 ساعة، انتفض مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعى متعاطفين مع “سمية”معلنين رفضهم لما وقع من انتهاك صارخ لخصوصيتها واعتداء على حياتها الشخصية، ونشطت حملات تطالب بوقف البرنامج محاكمة مقدمته، مقاطعة كافة الشركات الراعية للبرنامج، وانتهى الأمر باستجابة تلك الشركات وإعلانها وقف رعاية البرنامج، كما قررت قناة النهار المذيعة للبرنامج وقف إذاعة البرنامج والتحقيق فى الحلقة الأخيرة منه.

ولكن سرعان ما عادت القناة لتعلن أن البرنامج لم يلغى وإنما تم وقفه مؤقتًا على أن يعود قريبًا، لكن دون إفصاح عن تفاصيل أو مواعيد محددة، لكن إدارة القناة فوجئت مجددًا بحملة تطالب بحذف تردد القناة، والامتناع عن مشاهدتها، ليتوقف الكلام مرة أخرى عن إمكانية عودة البرنامج.

تمثيل “مخزٍ” للمرأة في حكومة شريف إسماعيل

جاء التشكيل الوزارى لحكومة المهندس “شريف إسماعيل” ضعيفًا ومحدودًا، يكشف استمرار سياسة التهميش المتعمد ضد المرأة، وعدم الرغبة الحقيقية فى تمكين النساء من المناصب العليا، فلم يزد التمثيل عن ثلاث حقائب وزارية فقط من أصل 33 وزارة.

من بينهم الدكتورة غادة والي وزير التضامن الاجتماعى، المستمرة من التشكيل السابق، ونبيلة مكرم عبد الشهيد، وزير الهجرة وشؤون المصريين في الخارج وسحر نصر وزير التعاون الدولى، لتتقلص نسبة المرأة في حكومة “شريف إسماعيل” إلى نحو 9%،  بثلاثة حقائب وزارية بعد أن كانت تستحوذ على 5 حقائب في الحكومة السابقة لها.

محكمة الاسرة تقرر إثبات نسب توأم زينة لأحمد عز

قضية نسب أبناء الفنانة “زينة” من الفنان “أحمد عز”، لم تنل شهرتها فقط لكونها قضية تجمع اسمين من أسماء مشاهير الوسط الفنى، ولكن لأنها أعادت للساحة نقاش مسألة “نسب الأطفال الناتجين عن علاقة خارج إطار منظومة الزواج” بكل ما يعتري هذه المسألة من ثغرات قانونية، ومشكلات مجتمعية تقف حائلًا دون حصول المرأة وأطفالها على حقهم فى النسب والحياة كأطفال طبيعيين.

الصراع الدائر منذ أكثر من عام بين زينة وعز حسمته محكمة الأسرة بمدينة نصر، برئاسة المستشار هشام البنا، بإثبات نسب توأم زينة لعز فى يونيو الماضي.

البرلمان.. أكبر تمثيل للمرأة المصرية منذ جلوسها تحت قبته فى 1957

شاركت المرأة بقوة فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة، ففى الإسكندرية واجهت  28 سيدة منافسة شرسة أمام 363 رجلًا على 10 دوائر انتخابية مختلفة، منها دائرة المنتزه أول التى تنافست  فيها 5 سيدات أمام 49 مرشحًا، وفى الغربية نافست  17 سيدة على مقاعد الدوائر بالمحافظة، حيث نافست  5 سيدات 45 رجلًا على 3 مقاعد بدائرة بندر المحلة، و4 آخرين فى بندر طنطا، وفى الشرقية خاضت  المنافسة 13 امرأة فى منافسة شرسة، وفى القليوبية 12 امرأة خضن المنافسة، فيما نافست  14 سيدة على دوائر محافظة الدقهلية.

وقد وصل إجمالي عدد نائبات مجلس النواب في مرحلتيه الأولى والثانية على المقاعد الفردية والقوائم إلى 73 نائبة، إلى جانب النائبات اللائي عينهن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعددهن 14 سيدة،  ليكون العدد الكلى 87 نائبة، وهذا العدد غير مسبوق في أي برلمان مصري سابق.