فى البداية أنا لا أحكى هذه القصة لأتكلم عنى أو عن مشاركتى فى التظاهرات كبنت  أنا بشارك منذ فترة طويلة من بعد الثورة

بس هذا اليوم تحديداً كان مختلف  ليس لأحداثه فأحداثه عشتها بدل المرة مرات و بدل اليوم أيام لكن لإنى من بعده خدت قرار أنى لن أشارك تانى فى تظاهرات سواء كان قرارى صح أو غلط انا خدته مع أن كان نفسى أكمل لحد ما أشوف نتيجة الهتاف و التظاهرات

هذا اليوم كان فى عهد مرسى و للأسف كان بالنسبة لى من أسوء الأيام التى تعرضت فيها لقمع و تعقب على فكرة أنا انتخبت مرسى فى الإعادة كنت من اللى عصروا الليمون و لإنى منهم و حاسة بمدى المأساة التى تسببت فيها نزلت مظاهرات  فى عصره و قدام قصره

فى هذا اليوم نزلت مظاهرات أمام الإتحادية لابسة أسود كالعادة  لمنع الوصول لينا بسهولة مغطية وشى بالطرحة  عشان متعرفش و عشان الغاز ، لكن كانت الدنيا مظلمة  جداً و الليزر ولضح بيشاور على كل الوجوه التى من حولى تقريباً

إحنا لما بنروح التظاهرات عادة بنروح فى وسط مجموعات من بعد قصص التحرش الأخيرة المجموعات بنات وولاد كنت قد جئت مع صديقتى حيث أنضممنا لمجموعة من أصدقائنا ، مر علينا مجموعة أخرى كان ما بينهم شخص أنا معرفوش كويس بشوفوه كتير فى المظاهرات من فترة بيقولوا عضو فى الألتراس و ستة إبريل  لكن صديقتى كانت تعرفه جيداً من كثرة المظاهرات التى جمعت الناس و قربت أفكار من أفكار ، سلم علينا و كان كله حماس و ثقة

هتفنا وصوتنا عالى و بعدين مع تصاعد الهتافات الضرب بدأ و المعتاد الشباب بيتقدموا و البنات بيرجعوا للخلف

عدت أنا وصديقتى للخلف و فضلنا نهتف لكن فجاة رأيت الليزر على وجهى و على وجه صاحبتى  و مجندين طلعوا من حولينا معرفش منين ، جريت أنا وصديقتى دخلنا عمارة لا أستطيع أن أتذكر أين كانت فى الظلام كل الأبواب شبه بعضها

دخلنا العمارة و ظننا أننا خلاص أمِنا لكن الحقيقة أن العمارة فتحت علينا أبواب جهنم قصدى أبواب الغاز

المجندين عرفوا يلحقوا بنا و ألقوا بقنبلة غاز علينا داخل العمارة و أغلقوا الباب مالحقناش نخرج  اتخنقنا  بس ساتلا ربنا الطرحة اللى وشوشنا كان عليها خل و مع ذلك صديقتى متحملتش و سقطت مغشى عليها

حاولت أتماسك و أرفعها نخرج عايزة ألحقها قبل ما تضيع منى

رفعتها  و على الرغم من صعوبة التنفس التى كنت عليها إلا أنه كان فى دافعى أنى أخرج و أخرجها أقوى

خرجت فعلاً و كأنهم كانوا منتظرينا هما مين؟

الإتنين الأمن و المتظاهرين أصدقائنا و مش أصدقائنا اللى شافونا من بعيد و أقدموا نحونا لكن الأمن أقدم من خلفى و حسيت بعصا نزلت بقوة على جسدى من الخلف ، سبحان الله  رغم  ما كنت فيه كان المفترض أن اسقط إلى جوار صديقتى على الأرض و تنتهى قصتنا

إلا أنه هذه الضربة جعلتنى أستطيع التنفس و كأن الهواء وجد طريقه بعض الشئ داخلى  رفعت رأسى لكن لم أرى سوى شباب كتير مقبلين علينا منهم من رفع صديقتى و منهم من تصدى لمن خلفى الذى لا أعرفه و لم أراه هل كان وحده أم معه أحد لكنهم زجوا بى أماماً و أخذونى أنا و صديقتى  أماماً أماماً حتى الميرغنى و أوقفوا تاكسى إلى مستشفى الدمرداش  و بالفعل وصلنا المستشفى و التى شوفنا فيها تعسف الأمن لكن هذه المرة من الأطباء تفتيش غريب و أسئلة من نوع : وأنتوا إيه اللى وداكوا هناك ؟ عايزين ايه من مرسى؟  و أمضى على أوراق لكن مع كل  هذا كان تليفون صديقتى عمال يرن من نمرة ملهاش اسم  كل ما أقفل عليه يرن تانى،  أنا فى إيه ولا فى إيه  ،أقوم  اقفل تانى يتصل تانى شخص غريب فعلاً

فضلت كده شوية لحد ما بطل يتصل قولت أخيراً فهم!!

عدى اليوم و صحبتى فاءت صحيح مكنتش فاكرة حاجة أوى أول ما فاءت بس كويس أنه جات على قد كده

أنا بعد اليوم ده بطلت أنزل مظاهرات خالص بس مش عشان اللى حصلنا أنا وصحبتى لكن لإنى اكتشفت أنه الشخص اللى كان عمال يتصل بصحبتى هو نفسه الشخص اللى مكنتش أعرفه أوى لما مر علينا مع مجموعة من المتظاهرين اللى كانوا بيقولولى دا فى ستة أبريل و الألتراس  ، الشاب اللى كان بيضحك و متفائل وكله ثقة ، الشاب ده  إتقتل بعد ما كان عمال يتصل يحاول يطمئن على صحبتى  بعد اللى حصلها فجأة بطل يتصل لإنه اضرب بالرصاص الشخص دا اسمه محمد كريستى أيوه هو محمد كريستى

الشخص الذى كان همه فى وسط كل البهدلة دى أنه يطمئن على بنت معرفته بيها مظاهرات لا  أكثر مهديش و بيتصل عشان يعرف إحنا فين محتاجين إيه وكأن مسئول عنا و عن اللى حصلنا رغم إنه كان  واقف وسط ضرب الخرطوش و الغاز و الرصاص

دول اللى بتقتلهم الشرطة عشان خاطر هيبة القصر

على إيه الواحد ينزل لما مثل هؤلاء الشباب بيقتلوا راحوا و هيروحوا و كل دا فدا القصر

لا حق اللى راحوا جيه و لا حق اللى بيروحوا هيجى و لا اللى هيروحوا حقهم هيجى

معرفش ده يأس و لا واقع و لا صحيح اليأس خيانة ؟!