أفغانستان..لماذا تعتبر البقعة الأكثر قسوةً على النساء فى العالم؟
تأتى أفغانستان على رأس قائمة الدول المنتشر بها ظاهرة التحرش الجنسي، على الرغم من تحركاتهن المحدودة والزى الموحد الذى يغطيهم من أعلى الرأس حتى أسفل القدم.
وأكثر من نصف الفتيات الأفغانيات لا يزالن غير ملتحقات بالمدارس واللاتى التحقن قليلات منهن سيكملن حتى التخرج.
وفى المناطق الريفية، بسهولة يتاجر الأهل ببناتهم عبر الزواج أو الدعارة من أجل تسوية الديون.
ويذكر أن جرائم العنف بأفغانستان ضد المرأة سجلت مستويات قياسية وازدادت وحشية فى عام 2013 مما أدى إلى ارتفاع ضخم فى عدد محاولات النساء الانتحار حرقًا.
أوضاع النساء الأفغانيات لم تكن هكذا قبل حكم طالبان، حيث كن قبل ذاك، يخرجن للعمل فى كل المجالات، يرتدين تنورات حتى الركبتين، وفساتين قصيرة، كن يختلطن فى المدارس والمعاهد، حتى جاء حكم “طالبان” فحرمن من التعليم، وحبسن بالمنازل، وفرض الزى الموحد وهو البرقع الذى يخفى ملامحها كليًا، لذلك تعتبر أفغانستان واحدة من أسوأ الدول فى العالم التى تعيش فيها النساء.
قبل طالبان
كان وضع النساء الأفغانيات، أفضل بأميال مما أضحت عليه خلال فترة حكم حركة طالبان، وبعدها، فقد وصلت لدرجة من التحرر والتمدين لافتة سواء خلال الحكم الملكي أو الشيوعي، وقد استفادت المرأة بسبب انفتاح المجتمع الأفغانى وقتذاك، فخرجت للتعليم والعمل، ومارست حقوقها فى التنقل، والتواصل، والانخراط فى الحياة العامة.
فقد نالت المرأة الأفغانية حق الانتخاب، فى أفغانستان عام 1947، أى فى وقت مبكر وقبل دول كثيرة، أصبحت الاَن أكثر تقدمًا على كافة الأصعدة وأكثر احترامًا للمرأة.
وتشير الأرقام إلى أن النساء فى الدائرة الحكومية بالعاصمة كابول شغلن حتى عام 1990، ما يقارب الــ50%، فى حين غابت المرأة تمامًا خلال فترة حكم طالبان.
تحت حكم طالبان
حرمت حركة “طالبان” النساء من الحق فى الحياة فعليًا، فقد فرضت قيودًا لا حد لها، فى التنقل، والتنزه، والتسوق، ومنعت التعليم والعمل، وأجبرت النساء الأفغانيات على ارتداء البرقع والعباءات خلال سنوات حكمها في التسعينيات.
ويذكر التاريخ لنا، أنه خلال هذه الحقبة، لم يكن هناك فتيات في المدارس الرسمية، التي كانت تضم مليون طالبًا من البنين.
بعد طالبان
لاشك أن سقوط حكومة طالبان فى عام 2001، فتح النافذة ولو بمواربة لدخول النور من جديد، فقد تحسن إلى حد ما الوضع فيما يتعلق بعودة خروج الفتيات للتعليم، وانخفاض معدل وفيات الإناث عن ذي قبل، وخروج المرأة من جديد ولو فى إطار محدود للعمل.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي، إلى أن 36 % من الفتيات يذهبن للمدرسة، على الرغم من أن العديد منهن لا يكملن تعليمهن الثانوي.
الاَن بلغت المرأة مناصب وزارية وبرلمانية وهذا لم يكن يرد بالخاطر على الإطلاق خلال فترة حكم طالبان.
ومن الناحية القانونية، فقد صدر قانون “القضاء على العنف ضد المرأة” عام 2009، ويجرم القانون 22 شكلًا من أشكال العنف ضد المرأة، من بينهم: الزواج القسري، الاغتصاب، زواج القاصرات، الاتجار بالنساء، ومع ذلك تطبيق القانون غائب ويبقى حبرًا على ورق.
هذا إلى جانب أن الشرطة تقبض عليهن بمجرد صدور شكوى من الأزواج أو الأقارب بحقهن، ويتجاهل الإدعاء الأدلة التى تدعم براءة السيدات، وحتى بعد الإدانة فى أغلب الحالات يتم الحكم عليهن بالسجن المطول الذى قد يصل فى بعض الأحيان لأكثر من عشرة سنوات.
ومن الصعوبات التى تواجهها النساء أيضًا قوانين الطلاق حيث تسمح للرجل بكل سهولة ويسر وبساطة أن يعلن الطلاق لنفسه، لكنه من الصعب جدًا حصول المرأة على الطلاق، وقد قدمت الحكومة الأفغانية تعهدًا بتعديل هذه القوانين فى عام 2007 ومع ذلك، لم يتغير الوضع.
“فى خضم احتفالات العالم باليوم العالمى للمرأة فى مارس 2015، خرجت مظاهرة من الرجال الأفغان فى العاصمة كابول للتضامن مع المرأة، ارتدوا فيها البراقع وعباءات زرقاء تتدلى لتغطي أحذيتهم، للفت الانتباه إلى حقوق المرأة المسلوبة”
الزواج القسري .. الاعتداءات .. الفقر
أبرز المشاكل التى تواجه المرأة الأفغانية
أشارت الإدارة المركزية للإحصاء فى أفغانستان إلى أن الضرب والزواج القسري وعدم وجود الدعم الاقتصادي، أكبر ثلاث مشكلات تواجهها الأفغانيات ولا تزال الأمية مرتفعة للغاية بين الفتيات هناك.
وقال تقرير سابق صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن 22.2 % فقط من النساء في المرحلة العمرية بين 15 و24 عامًا يمكنهن القراءة والكتابة.
فيما يتعلق بالزواج القسري، فتقدر اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان أن نحو 40% من النساء ضحايا الزواج بالإكراه، وبحسب هيئة يونيسف – UNICEF الدولية، فإن فتاة أفغانية واحدة من أصل فتاتين تتزوج قبل الــ18، هذا إلى جانب كارثة “تشويه الوجوه”، حيث تتعرض الفتيات في أفغانستان بشكل دوري لإلقاء حمض (مادة كاوية) على وجوههن من قبل الرجال، بهدف معاقبتهن، إما لإثنائهن عن الذهاب للمدرسة، أو العمل، وكثيرًا كعقاب داخل إطار الأسرة وخاصة من قبل الزوج.