بيدها المجروحة جرح لم يلتئم كليًا، تلتقط ملعقة صغيرة، تغرس الملعقة بعنف فى قالب السكر تجمع بالملعقة أقل القليل من السكر وتقذفه بقوة فى كوب الشاى تحرك الملعقة بحركة دائرية مويجات ودوائر تتسع وتتسع حتى تدور معها عينيها ، فتتوقف فجأة وتخرج الملعقة من جوف الماء وتلقى بها بعيداً وتذهب بالكوب أبعد نحو الأريكة.
تجلس قرفصاء ، تفرك يدها بقوة على الأريكة، حتى تصطدم يدها بالريموت كونترول الخاص بالتلفاز، فتمسك به و تفتح التلفاز، تتنقل بين القنوات، أغلب القنوات تذيع نفس الحدث ، يبدو مهماً ! قررت أن تتابع ، فإذا بها تجده الإحتفال بتدشين مشروع قناة السويس الجديدة ، تابعت جانباً من الإحتفال و بالمساء شاهدت البرامج الحوارية و استمعت لأحاديث الإشادة والفخر والتفاخر بالمشروع القومى الكبير
توقفت عند المسمى “مشروع قومى” ، بحثت على الإنترنت بالكلمات “مشروع قومى مصر”، فظهر لها مجموعة من النتائج توقفت أمام بعضها مثل:
المشروع القومى لحل أزمة المرور
المشروع المصري القومي لتأهيل الشباب لسوق العمل
“الإسكان” تبدأ إجراءات “المشروع القومى الثالث” فى مصر
المشروع القومى لمكافحة الامية

10.5 مليار جنيه تكلفة المشروع القومى للطوارئ
لم تجد “سارة” بين ما وصلت إليه من نتائج تعريفًا وافيًا للمشروع القومى
فاتصلت بإحدى صديقاتها تسألها “يعنى إيه مشروع قومى ؟”
الإجابة التى وصلت سارة كانت :
“المشروع القومى هو مشروع يحمل رؤية مستقبلية تتكاتف فيه كافة الأطراف فى الدولة، حتى ينفذ لابد من إرادة قوية متمثلة فى الدولة ومؤسساتها ورؤية بعيدة من قبل علمائها أو المتخصصين فى تخصص المشروع، حتى يتحقق التصور الخاص بالمستقبل ”
لحظات صمت ثم همهمة:”يعنى مشروعات بتحل مشاكل أو أزمات… مصايب يعنى ”

“طيب هو مش التحرش أزمة، مش التحرش مصيبة زيه زى الخدمة فى المستشفيات زيه زى أزمة المرور زيه زى الأمية دا حتى السيسي نفسه اتكلم عنه وراح زار اللى اتحرشوا بيها يوم تنصيبه ، الناس دي فاهمة أنه فى بنات بتتعقد من التحرش؟؟، أنه فى بنات بتتحرم تروح أماكن معينة وممكن تكون فرص شغل، بس عشان معروفة أنها بؤرة تحرش؟؟، أنه فى بنات ممكن تخسر عرضها من التحرش ؟؟، أنه فى بنات ممكن تموت بسبب حادثة تحرش ؟؟
فهل طرح “سارة ” قابل للتنفيذ وماذا  عن استعداد الأطراف المختلفة لتبنى فكرة “مشروع قومى لمكافحة التحرش”

193940150551498

“سارة على” فتاة فى الخامسة والعشرين من عمرها ، خريجة كلية تجارة – شعبة إنجليزية
سارة تعرضت ككثيرات من الفتيات لوقائع تحرش عدة لا تتذكر متى كانت أول مرة تم التحرش بها، لكن تعتقد أنه وقتما كانت فى المرحلة الإعدادية
سارة تتذكر من بين الحوادث التى يصعب أن تحصيها حادثة هى أحدث وقائع التحرش التى تعرضت لها، و التى كانت منذ أسابيع قليلة.
كانت الفتاة تسير بأحد شوارع حى مصر الجديدة فى تمام ال 9:00 مساءً-أمام العقار المتواجد به الشركة التى تعمل بها-قاصدة سيارتها ، وأثناء سيرها شعرت بدراجة بخارية قادمة بسرعة من الخلف وقبل حتى أن تلتفت خلفها، إذا بأيادٍ تتلقفها وتجرجرها حتى ألقيت على الأرض طريحة
سارة حينما تسرد تفاصيل الواقعة تصور نفسها بملعقة الشاى التى تكون على الجانب ثم تأتى يد مسرعة تلتقطها بقوة تدخلها فى دوامة لا تستطيع الخروج منها إلا وقتما يريد من أمسكها فيلقى بها بعيدًا دون حتى النظر إليها، منذ تلك الواقعة وسارة تقبع فى منزلها منزوية، ترتعد كلما سمعت صوت دراجة بخارية تقترب من منزلها.
سارة حالة قد تبدو للبعض بسيطة أو “مقدور عليها” بالمقارنة مع حوادث التحرش البشعة التى دخلت على الخط خاصة ما سمعنا عنه ورأيناه فى ميدان التحرير خلال التظاهرات من بعد ثورة يناير 2011 وحتى وقت قريب.

مبادرات وحركات مكافحة التحرش.. ما بين توظيف دورها فى مشروع قومى أو تحجيم دورها؟
“هذه ليست المرة الأولى التى اتعرض فيها للتحرش وكنت قد سمعت عن حوادث مشابهة لكن هذه المرة تساءلت إلى متى سيستمر الصمت، لذا أفكر فى إتخاذ خطوة لمواجهة التحرش ، راودتنى فكرة تأسيس مبادرة لمواجهة التحرش لكن سرعان ما عدت عن هذه الفكرة ، لإن المبادرة تقوم على عاتق متطوعين وتمويلها يكون ذاتياً فلن تحدث أثراً محسوساً وحتى لو حصلت على تمويل لطالما أننى سأعمل وحدى ودون تفكير علمى وتكاتف مع الاَخرين ستكون كأن لم تكن فما أكثر مبادرات مكافحة التحرش الموجودة ورغم أنى أشعر بإخلاصها فى ما تقوم به إلا أننى وغيرى لا نشعر بأى تغيير فى الواقع” ..تقول سارة
سارة فكرت فى تأسيس مبادرة لمكافحة التحرش بعد الحادثة التى تعرضت لها ويبدو أن رد الفعل هذا بات مشتركاً بين عدد من الفتيات منهن من يسرن فى هذا الطريق فعلاً ويحولن الفكرة لواقع ومنهن من تظل الفكرة مجرد فكرة صاحبت حالة الغضب بعد تعرضهن للتحرش بشكل فج.
بصمة … رد فعل يتحول لفعل إيجابي
من بين من إنطلق من نفس المنبت وحولت الفكرة لواقع يتسع ويكبر “نهال زغلول” التى أسست حركة “بصمة” بعد أن اتخذت قرارها عقب تعرضها لواقعة تحرش جماعى هى و صديقتين لها أثناء مشاركتهما فى إحدى التظاهرات فى ميدان التحرير عام 2012.

أسمى عبد الرحمن – المتحدث الإعلامى لحركة بصمة تتحدث عن دور المبادرات الشبابية التى تعمل على مواجهة التحرش فى حال أنطلق مشروع قومى لمكافحة هذه الظاهرة
“فكرة الإتحاد و التعاون مع المبادرات العاملة على الأرض أو المنظمات النسوية قائمة بالفعل ولو تم تدشين مشروع قومى ضخم لمكافحة التحرش سيظل دورنا فى حدود التوعية على الأرض ودوريات الحماية التى نقوم بها فى التجمعات الكبرى مثل الأعياد والتظاهرات لكن سيتسع النطاق الجغرافى ليشمل مصر بأكلمها وستزداد أعدادنا بحكم التحالف الذى سيتم وقتها لكن المشكلة دائماً والعائق هو التوجهات الخاصة بأعضاء المبادرات المختلفة إما التوجهات السياسية أو التوجهات الخاصة بالتعامل مع التحرش والمتحرشين حيث توجد مجموعات تواجه التحرش والمتحرشين بالعنف وهذا قد يتعارض مع دور الشرطة ”
من باب العلم بالشئ:
من الصعب جداً أن نحصي عدد صحيح للمبادرات والحركات التى تعمل على مكافحة التحرش لإنها تتوالد كالأرانب فمبادرات تأسست وإنبثق منها مبادرات أصغر وحركات تشكلت فتبعتها حركات أخرى بعضها كيانات أصبحت معروفة نظراً للمتابعة الإعلامية التى يحظون بها وبعضها ظهر واختفى فى غفلة من الزمن وبعضها لا يظهر سوى فى الأعياد، كما تتواجد بعض المبادرات فى المحافظات لا يلتفت لها إعلامياً.

“مجموعة قوة ضد التحرش”.. بروفة لشكل ودور مجموعات مكافحة التحرش
نالت “قوة ضد التحرش” شهرة واسعة بين قطاعات من الفتيات والشباب، بعد أحداث التحرير عام 2013 فى ذكرى إحياء ثورة الــ 25 من يناير.

“لو الدولة قررت تدشين مشروع قومى لمكافحة التحرش هى من سيحتاج لنا نحن من لديه الخبرة فى مسألة دوريات التأمين سواء فى أحداث سياسية أو الأعياد”
هكذا أجابت “أسمى عبد الرحمن” عن سؤال “لو المشروع خرج من أروقة الدولة فعلاً .. هل تتوقعوا أن توقف نشاطكم؟”
وتضيف عبد الرحمن “لن نتوقف عن القيام بدورنا حتى بعد أن تتسلم الدولة دورها فى هذا الصدد نحن مستمرون فيما بدأنا وهذا لا خطأ فيه”
البداية .. من “أين” و من “من”؟
من الدولة:
“أى مشروع قومى لا يتم اطلاقه إلا من خلال الدولة ، والمجتمع المدنى فى حالة حدوث ذلك من الممكن أن يساهم فيه بشكل كبير” تقول “انتصار السعيد رئيس مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان.
وتؤكد السعيد أن الدولة والسلطة الحالية لديها توجه مغاير عما سبق تجاه قضية التحرش مما يجعلها أقرب لتبنى هذا المشروع فعليًا مستندة إلى صدور قانون التحرش الجديد وتفعيله
وتضيف”انتصار السعيد “اهتمام الرئيس بزيارة ضحية العنف الجنسى بميدان التحرير-أثناء إحتفالات التنصيب -والذى انعكس على تزايد اهتمام الإعلام بالظاهرة و الأحكام الرادعة الخاصة بقضايا العنف الجنسى ضد النساء فى ميدان التحرير ساهمت الى حد كبير فى التوعية ضد الظاهرة” واعتبرت كل هذا انطلاقة جديدة لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها
من المجتمع المدنى وتحديدًا المجموعات المدافعة عن حقوق المرأة:
“هانيا مهيب” الإعلامية وأحد أبرز الناشطات فى مجال حقوق المرأة، بعكس السائد عن المشروع القومى رأت أن المشروع القومى لمكافحة التحرش الأفضل له ينطلق من المنظمات والحركات النسوية وليس الدولة
و تقول ” الإدارة والتمويل يمكن أن يكونا بيد الدولة ، ولكن لا يوجد ما يلزم فمن الممكن أن تكون الإنطلاقة من الجمعيات النسوية بمشاركة رجال الأعمال والأهم ليس المشروع بيد من وإنما الأهم هو تكاتف الجهود”
وأتطلع أن تكون البادرة بتدشين إتحاد للجمعيات النسائية يتولى هو تشكيل لجنة تتبنى المشروع إدارياً وتعكف على التنسيق مع الدولة و روافدها”
مشهد من الذاكرة ..”إستراتيجية مكافحة العنف ضد المرأة”مؤتمر وحضور وزارى ولا جديد يذكر …
كان المجلس القومى للمرأة منذ فترة وتحديداً فى شهر أغسطس الماضى (8/2014) قد أعلن عن إطلاق الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة تحت رعاية ابراهيم محلب رئيس الوزراء والوزارات المعنية (وزارة الداخلية والعدل والصحة والاوقاف والشباب والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعى)
لكن لم يتضح أى ملامح بشان هذه الإستراتيجية ولم يلحظ أى تقدم ملموس على الأرض فى تعامل أغلب القطاعات المذكورة مع قضية العنف ضد المرأة.

904260449809954

الإعلام..وتستمر قبضة الدولة على الإعلام تحركه إما مبررًا أو مناهضًا للتحرش
المشروع القومى لمكافحة التحرش..الإعلام فيه “متابع”للمستجدات أم “موجه” لتغيير ثقافة؟!
روان ع.– 21 عامًا – طالبة بكلية الاَداب لا يهمها من يطلق مشروعًا قومياً لمناهضة التحرش أو من يموله بقدر ما يهمها وضع ضوابط للإعلام الذى تراه السبب الرئيسي فى تفشي ظاهرة التحرش
“السينما والتلفزيون هما السبب فى إرتفاع معدلات التحرش ومن سيقول لى غير ذلك هو غير منصف وغير عادل، ألا تظهر الدراما الرجل الذى يتحرش بالفتيات “رجلاً يتحذى به؟؟! ألا تظهر المرأة لا تملك سوى جسد؟، وعلى الجانب الاخر ألا تساهم البرامج الدينية فى رفع نسب التحرش بالبنات بسبب الدعوة للغطاء الكلى وعدم الإختلاط..ناهيك، عن البرامج الحوارية بعد أى حادثة تحرش كبرى دائماً يتطرق الحديث خلالها إلى ملابس الضحية وموعد ومكان التحرش سواء من مذيعين أو مذيعات والمشكلة أن المذيعات اللواتى يناقشن ذلك هن أنفسهن يرتدين ما يردن ولا أحد يحكم مواعيد تحركهن و لا أحد يوجهن أين يذهبن لكن لإنهن فى بروج عليا يحق لهن ما شئن بينما نحن فى أسفل السافلين.”

مشهد من الذاكرة .. واقعة التحرش بفتاة الحقوق ” الإعلام راسب بإمتياز”
واقعة التحرش التى عرفت إعلامياً ب “تحرش الجامعة” وقعت خلال شهر مارس الماضى وتحديداً فى ال16 من مارس الذى يوافق “يوم المرأة المصرية”.

للتذكرة: فتاة جامعية دخلت جامعتها “جامعة القاهرة ” بإتجاه كلية الحقوق و أثناء سيرها تعرضت للتحرش الجماعي في وسط الحرم الجامعي، وحاول المتحرشون تجريدها من ملابسها و قاموا بتصويرها أثناء الواقعة، فحاولت الهروب منهم لأى ملجأ و تمكنت من الوصول بعد عناء للحمام واحتمت بداخله وحتى تدخل أمن الجامعة بعج فترة وأخرجها من الجامعة .
قطاع ليس بالقليل من الإعلام انتقد ملابس الفتاة واعتبرها مبررًا لما تعرضت له.
وكانت أبرز ردود الأفعال المتجنية على الضحية ما جاء على لسان الإعلامي تامر أمين
الذى علق فى برنامجه الحوارى على قناة روتانا مصرية ” من الاَخر” على الواقعة متهماً الفتاة بالمسؤولية عما وقع ضدها بسبب “ملابسها المستفزة” حيث قال أن ملابسها ليس لها علاقة بملابس الطلبة ولا ملابس البنات و وصف ملابسها بملابس الراقصات وإنتقد إعتبار الطلبة مخطئين وعبر عن عدم قبوله لعبارة “ملابس الفتاة حرية شخصية”
بينما فاجئت الإعلامية “شريهان أبو الحسن” مقدمة برنامج “ست الحسن” المشاهدات والمشاهدين ،بأنها مع رؤيتها لوجوب التحقيق فى الواقعة إلا أنها لامت على الفتاة ملابسها وعبرت عن رفضها لما ترتديه الفتاة ورأت أنه لا يصح أن تكون ملابسها “زائدة عن الحد” و” ألوانها فاقعة” و”ضيقة”
هند أبو الوفا – المذيعة براديو هن- “مبادرة إعلامية نسوية” ترى أن الإعلام فى المجتمع العربي أجمع ما هو إلا منظومة “فاشلة” يهتم بالسبق الصحفي على حساب حقوق الفتيات ضحايا حوادث التحرش ، وتقول “كلما تناول قضية شخصنها وابتعد عن معالجة الأزمة ككل فتستمر الأزمة ويستمر هو فى البحث عن سبق”
وعن دور الإعلام فى المشروع القومى لمكافحة التحرش تقول أبو الوفا “الإعلام التجارى أو ما يجذب المشاهدين أمامه وأهمه التوك شو سيخدم القضية إن كان الشارع نفسه حي و هناك مجموعات ضغط و تحركات فى الشارع هنا سيسلط الضوء على هذا المجهود وسيتبنى ما تطرحه هذه المجموعات ويمكن وقتها أن نرى عكس ما نراه الاَن من هذا الإعلام الذى لا يهتم بالقضية كثيراً ولا ينظر للمجموعات التى تعمل بهذا الشأن وتحديدًا التى فى الأقاليم”
لكن أصرت أبو الوفا على وجهة نظرها غير المحبذة لفكرة “تدشين مشروع قومى لمكافحة التحرش” قائلة ” الأمر لا يحتاج لمشروع قومى، حماية المرأة من التحرش حق إنسانى لو كل عسكرى فى الشارع قام بواجبه فى هذا الشأن ستأمن المرأة على نفسها فالعبء الأكبر يقع على عاتق الشرطة كونها المنوط بها حماية مواطنيها”
“الحل ميثاق شرف إعلامى .. لحتام المرأة وحقوقها”
بينما رأت “هانيا مهيب” – الإعلامية و الناشطة فى مجال حقوق المرأة أن العبء الأكبر يقع على كاهل الإعلام وتقول “طرحت من قبل فكرة وضع ميثاق شرف إعلامى يضع ضوابط لتعامل الإعلام مع المرأة و قضاياها على أن توقع عليه القنوات المصرية” و من أهم ضوابطها أن يكف الإعلام عن فرض نموذج محدد للبنت المؤدبة التى يرفض التحرش بها وغيرها التى يبرر التحرش بها”
بدون هؤلاء لن يتغير شئ
“وزارتى التربية و التعليم، والتعليم العالى ومعهم الإعلام هم أحد أعمدة هذا المشروع والإستراتيجية تبدأ بالتوعية و تغيير الثقافة وهؤلاء المنوط بهم القيام بذلك فبدونهم لن يتحقق مراد المشروع” تقول أسمى عبد الرحمن– المتحدث الإعلامي لحركة بصمة لمناهضة التحرش وتضيف “صحيح تم تشريع القانون لكن المسؤول عن تنفيذه هى السلطة التنفيذية ودون تطبيق القانون لا قيمة له ولا تقدم فى معالجة الظاهرة ”
أما “انتصار السعيد “– رئيس مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان لخصت الجهات التى تمثل أعمدة المشروع فى:
الدولة ممثلة فى كافة الوزارات المعنية مثل الاعلام ، التربية والتعليم ، الاوقاف – العدل – الداخلية
المجلس القومى للمرأة – المجلس القومى للامومة والطفولة – منظمات المجتمع المدنى– المبادرات الخاصة بمناهضة التحرش .
مراحل المشروع القومى:
تقول “هانيا مهيب ” المشروع القومى لمكافحة التحرش يبدأ من تغيير الثقافة المجتمعية وأول الطريق فيه “المدرسة” حيث التعليم والمناهج الدراسية ويتعين على القائمين زرع قيم المساواة فى فحوى الكتب أو فى التعامل مع الطالبات والطلاب”
اتفقت معها “إنتصار السعيد”مؤكدة على ضرورة إعادة النظر فى المناهج الدراسية من قبل وزارة التربية والتعليم ، لكنها رأت أن نقطة البداية تتمثل فى حوار مجتمعى مع منظمات المجتمع المدنى وكافة الاطراف المعنية بحيث يتم الوصول إلى استراتيجية معينة للعمل على مناهضة الظاهرة ووضع خطة زمنية للقضاء عليها، ثم الإعلان الإعلامى عنها ومراعاة أن يكون هناك خطاب دينى جديد وتفعيل القانون بكل حسم ضد المتحرشين.
على الجانب الاَخر عبرت “أسمى عبد الرحمن”.. عن عدم اقتناعها بفكرة وضع مراحل متتابعة لمكافحة التحرش وإنما ضرورة التشبيك بين المراحل المختلفة و تسييرها سوياً بالتوازى من خلال تغيير الثقافة عن طريق الإعلام بالتوازى مع العمل على التوعية فى الشارع من خلال المبادرات والمجموعات التى أوكلت لنفسها هذه المسؤولية
وفى الوقت ذاته تقوم السلطة التنفيذية بتنفيذ القانون على الأرض بكل صرامة و يقوم أفراد الشرطة بدورهم فى الشارع بحماية المرأة من أى إعتداء ضدها ،و شددت أن هذا التكاتف والتكامل فى العمل فى اَن واحد سيحدث نتائج ملموسة بالفعل .