لماذا يبقين معهم؟ ما الذي يجعلهن يخترن الاستمرار في علاقة سامة مشحونة بالأذى والألم؟

فضلًا عن الدواعي الاجتماعية والعائلية وكذلك الاقتصادية، هناك أسباب نفسيــة تدفع النساء إلى البقاء مع أزواج وشركاء معنفين.

هذه الدوافع قد تكون أقوى في تأثيرها عليهن من مسوغات الرحيل، فهي كالقيد يلتف حول أرواحهن وأجسادهن فيخلق ترابطًا بينهن وبين الألم وارتباطًا يصعب الفكاك منه مع مرتكب الأذى ومصدر الصدمة التي صارت جزءًا من تكوينهن ولهذا سمّي بترابط الصدمــة (Traumatic Bonding).

يرجع الاستخدام الأول لهذا المصطلح إلى الباحث والأكاديمي باتريك كارنز، الذي حدد مجموعة من الاستجابات الفردية للأحداث الصادمة، ومن بينها الترابط المؤلم الذي عرّفه بأنه رابط تنسجه الصدمة بين من يقع عليهم الاعتداء وهؤلاء الذين يمارسون الاعتداء بحقهم. ولكن سبق كارنز إلى البحث في مسألة ترابط الصدمة، الباحثان سوزان بينتر ودونالد دوتون اللذان إلى دراسة وتحليل الارتباط العاطفي الذي يظهر لدى بعض النساء المعنفات تجاه أزواجهنّ المعنفين.

*الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام من موقع Pixabay