قد يبالغ بعضنا أحيانًا في الاحتفاء بصعود النساء إلى أعلى مناصب صنع واتخاذ القرار في الدول كرئاسة الدول ورئاسة الوزيرات/الوزراء، كما لو كان هو الغاية، بيد أن التاريخ أثبت مرارًا أن بلوغ النساء هذه المواقع لا يمكن أن يكون وحده ضمانة لإحداث تغيير في النظم السياسية والقانونية والاجتماعية القائمة على التراتبية الجندرية والطبقية، فكم من مرة اعتلت فيها النساء هذه المناصب وظل كل شيء على حاله، بل في بعضها توطدت دعائم الأبوية والتراتبية. ولعل المثال الأكثر تجسيدًا لتلك الإشكالية هو مارجريت ثاتشر، رئيسة الحكومة البريطانية وأول امرأة تصل إلى هذا المنصب في القارة الأوروبية قاطبةً.