وسط ترقب وتحسب داخل صناعة الترفيه الأمريكية، احتضن مهرجان صندانس السينمائي قبل أربع سنوات العرض الأول للفيلم الوثائقي (On The Record)، الذي يتطرق إلى حزمة من القضايا المتشابكة والإشكالية بشأن ثقافة العنف الجنسي في صناعة الموسيقى وتحديدًا موسيقى الهيب هوب والراب، بالإضافة إلى غياب النساء السوداوات الملحوظ عن حراك #MeToo وما يتصل بذلك من صور نمطية رافقت المرأة ذات البشرة الداكنة على مدى قرون.

الفكرة الأساسية التي يركز عليها فيلم مسجل رسميًا (On The Record) هي كيفية تحول قصص الناجيات عند خروجها إلى العلن إلى أياد دعم ممدودة لناجيات أخريات، وكيف يصبح كسر الصمت سبيلًا للتحرر من عبء ذكريات مؤلمة تسكن حنايا الروح، وقوة دافعة نحو التعافي من صدمة بقيت مدفونة كالجمر تحت الرماد. وفي الوقت ذاته يميط الفيلم اللثام عن تعقيدات اجتماعية وتاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية تُرغِمُ الكثير من الناجيات على إخفاء ما تعرّضن له بسبب العرق الذي ينتمين إليه، وتجبرهن على التفكير مرارًا قبل أن يفصحن عن الاعتداءات ومرتكبيها إذا كانوا من الأمريكيين ذوي البشرة السوداء.

يبين الفيلم الوثائقي أن هذه التعقيدات لم تتلاش أو تتراجع مع صعود حراك #MeToo الذي انطلق في العام ۲۰۱٧ ومكّن نساء من مختلف الطبقات والأعمار والخلفيات الاجتماعية من الكشف عن جرائم العنف الجنسي التي طالتهن والإشارة بأصابعهن صوب المعتدين، الذين كان بينهم ذوو نفوذ هائل في مجالات مختلفة، ويجلي مسجل رسميًا (On The Record) أن العرق ولون البشرة الداكن بقيا حجرة عثرة أمام العديد من الناجيات حتى أولئك اللاتي يعملن في صناعة الفن والترفيه الأمريكية التي خرجت منها أولى القصص التي أسفرت عن انطلاق الحراك الذي لا تزال موجاته تتابع حتى الآن.

في تصريحات أدلت بها لمجلة (Variety) عقب بدء عرض الفيلم على منصة (HBO)، أكدت الناشطة النسوية وعارضة الأزياء السابقة سيل لاي إبرامز أن للعرق دور جوهري في امتناع كثير من الناجيات ذوات البشرة السوداء -وهي منهن- عن البوح بما تعرضن له من جرائم عنف جنسي، مشيرةً إلى أن الأمريكيات والأمريكيين السود طالما كانت وسيلتهم لمحاربة تفوق العرق الأبيض والاستعمار والإمبريالية والعبودية هي الوحدة الداخلية لهذا المجتمع المضطهد، ومن ثم خضعت النساء السوداوات لغسيل دماغ تحت شعار «العرق أولًا»، ولهذا فعندما يكون المعتدي أحد أفراد هذا المجتمع تصمت الناجيات، خشية أن يصبحن مسؤولات عن الزج برجل أسود في السجن أو أن يراهن مجتمعهن قد انقلبن على شريعته وثقافته التي تعتبر أن حماية العرق وأبنائه من بطش السلطات التي ما انفكت عنصرية أولوية ويجب أن تسبق أي شيء آخر.

يستكشف فيلم (On The Record) جانب معتم في موسيقى الهيب هوب الأمريكية وهو شيوع ثقافة الاغتصاب داخل هذه الصناعة الضخمة، عبر تتبع قصة المنتجة الموسيقية درو ديكسون، التي تقلدت في تسعينيات القرن الماضي الإدارة التنفيذية لاثنين من أهم العلامات التجارية الموسيقية، الأولى تابعة لشركة سوني للترفيه الموسيقي والثانية تابعة لمجموعة يونيفرسال العالمية، ورغم نجاح درو المشهود في ذلك الوقت وتعاونها المثمر مع عدد من كبار نجوم الهيب هوب حينئذٍ وعلى رأسهم راسيل سيمونز، فإنها اختفت بعد فترة قصيــرة وقطعت علاقتها بالمجال الموسيقي، لسبب لم تعلن عنه حتى نهاية العام ۲۰۱٧.

تجلي درو ديكسون في حديثها مع مخرجي الفيلم كيربي ديك وأيمي زيرينج السبب الذي دفعها إلى التواري عن الأنظار تمامًا لما يزيد عن ۱۵ عامًا، وهو تعرضها للاغتصاب على يد رئيسها في العمل، صاحب الاسم اللامع في عالم موسيقى الهيب هوب والذي يشاركها الانحدار من العرق الأسود، المعروف بالعرق المضطهد.

في افتتاحية الفيلم، تعبر الصحافية النيجيرية-الإنجليزية بيم أديوونمي عن قناعتها بأنها ليست مجرد صدفة أن تكون معظم النساء العاملات في هوليوود اللاتي أطلقن شرارة حراك #MeToo بإفصاحهن عن جرائم الاعتداء الجنسي التي تعرضن لها من ذوات البشرة البيضاء الناجحات والممكّنات في أعمالهن، مشددةً على أن تلك الحقيقة لا يمكن تجاهلها عند دراسة وتحليل حالة تتابع خروج الناجيات إلى العلن بقصصهن، ثم تتبعها شانيتا هوبارد الأكاديمية النسوية ومؤلفة «الركوب أو الموت: مانيفستو نسوي لسلامة المرأة السوداء» بالقول إن الأمريكيين يختارون من يستمعون إليه، وهذا لا تحدده الطبقة فقط، بل والمظهر (اللون).

في المقدمة أيضًا تتحدث المنظرة النسوية كيمبرلي كرينشو، التي صاغت نظرية التقاطعية عن علاقة النساء السوداوات في الولايات المتحدة بحراك #MeToo، منوهةً إلى أن كثيرات منهن لم يشعرن باتصال معه أو أنه ينبغي أن يكن جزءًا منه. وقبل أن تبدأ درو ديكسون في سرد قصتها، تظهر كيرنا مايو الصحافية الأمريكية التي تغطي كل ما له علاقة بموسيقى الراب لما يزيد عن أربعين عامًا، وتؤكد اعتقادها بأن الوقت قد حان لكي تستدير العدسة نحو النساء السوداوات الناجيات من العنف الجنسي ليحكين حكاياتهن والأهم أن تلقى حكاياتهن تصديقًا، لتلخص بهذه الجملة غايـة صانعات وصنّاع هذا الفيلم.

خلال الجزء الأول، نتعرف إلى درو حينما كانت شابة عاشقة لموسيقى الهيب هوب يملؤها النشاط والطموح في بداية التسعينيات، وكيف قادها تميزها إلى تلقي عرض عمل في الشركة التي يملكها أشهر نجم هيب هوب في ذلك الحين وهو راسيل سيمونز.

لقد ظلت موسيقى الهيب هوب والراب منذ أن ظهرت في بداية السبعينيات منحسـرة داخل مجتمع الأمريكيين ذوي البشرة السوداء إلى أن استطاع راسيل سيمونز تجاوز هذا الحاجز، وباتت أغانيه تستقطب قطاعات أوسع من الشباب داخل الولايات المتحدة وخارجها، لتتغير ذائقة الجمهور وتصبح أكثر إقبالًا على هذا النوع من الموسيقى التي كانت تصنف كموسيقى سوداء (Black Music)، ولهذا السبب صار راسيل سيمونز ذا مكانة خاصةً بين الأمريكيات والأمريكيين السود الذين عاصروا نجاحه الاستثنائي. لكن راسيل في هذا الفيلم ليس ذلك النجم الساطع في سماء الهيب هوب، وإنما رجل استغل ما لديه من سلطة وقوة ليرتكب العديد من جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي التي ظل أمرها خافيًا حتى نهاية العام ۲۰۱٧، حين نشرت صحيفة نيويورك تايمز قصص بعض الناجيات من جرائمه، وبينهن درو ديكسون.

تكشف درو أن راسيل تحرش بها عدة مرات عقب انضمامها لفريق العمل بشركته، إلا أنها كانت تعتقد أنه سيتوقف عن أفعاله تلك بسبب اعتذاراته المتكررة عنها، وظنًا منها أنه سيكون حريص على وجودها في الشركة، خاصة بعد أن صارت عنصرًا فاعلًا في كل الإصدارات الناجحة التي تصدر عن شركته، إلا أن الأمور لم تمض في الاتجاه الذي توقعته أو تمنته.

تعرّضت درو للاغتصاب عقب لقاء جمعها براسيل لمناقشة أمر يتعلق بالعمل، حيث أخبرها بعد انتهاء اللقاء بأنه سيطلب لها سيارة خاصة لتعيدها إلى منزلها، بحجة أنه لم يعد يليق بها كمديرة تنفيذية أن تستقل سيارة أجرة (تاكسي)، وطلب منها أن تذهب معه إلى منزله القريب للغاية لتنقلها السيارة من هناك. تقول درو إنها بدأت تشعر بالقلق وأن شيئًا مريبًا يجري بعد دخولها إلى منزله، وقبل أن تتمكن من الرحيل وجدت راسيل يقف أمامها عاريًا ويهم بالاعتداء عليها جنسيًا مستخدمًا قوته الجسدية لمنعها من المقاومة، مما تسبب في فقدانها الوعي لبضع دقائق.

درو ديكسون ليست وحدها التي خرجت عن صمتها واتهمت راسيل سيمونز بالاغتصاب، إذ تظهر في الفيلم شيري شير، نجمة الهيب هوب وإحدى مؤسسات أول فريق راب نسائي في تاريخ الولايات المتحدة (Mercedes Ladies) وهي تستعيد تفاصيل اعتداء راسيل عليها، وكذلك الناشطة النسوية وعارضة الأزياء السابقة سيل لاي إبرامز التي تروي قصة اغتصاب راسيل لها، وكيف قادتها هذه الحادثة إلى الإقدام على الانتحار نتيجة شعورها بالخزي والإذلال.

وعلى غرار ما فعلته درو، قررت سيل بعد نجاتها من الموت أن تتوقف عن العمل في صناعة الترفيه برمتها وأن تنزوي بعيدًا عن الأضواء، في محاولة منهت لتجاوز الصدمة والألم، لكنها لم تنجح في تحقيق هدفها فقد رافقتها المعاناة لسنوات.

الناجيات والصمت كخيــار وجوبي ولاءً للعرق المضطهد

تبرر دور ديكسون صمتها الطويل عن جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها، ليس فقط بالخوف من اتهامها بالكذب والسعي إلى الشهرة، في ضوء ما يتمتع به راسيل من مكانة وجماهيرية، ولكن أيضًا بسبب خوفها من اتهامها بالخيانة من قبل المجتمع الذي تنتمي إليه، وهو مجتمع الأمريكيات والأمريكيون السود. وقد استشهدت بواقعة اتهام المحامية وأستاذة القانون أنيتا هيل للقاضي كلارنس تومس بالتحرش الجنسي وقتما كان مرشحًا للانضمام إلى المحكمة العليا في العام ۱٩٩۱، إذ لم يدعمها حينها كثيرون من الأمريكيون ذوي البشرة السوداء وإنما اتهموها بالانقلاب على مجتمعها لأنها اتهمت رجلًا أسود بجريمة جنسية، واعتبروها قد تخلت عن مسؤوليتها كامرأة سوداء تجاه حماية الرجال الأمريكيين السود من بطش العنصرية البيضاء التي تنخر في النظم الرسمية، وزعم بعضهم أنها بشهادتها ضده أمام لجنة لمجلس الشيوخ ساهمت في تكريس الأسطورة التي ابتدعها الرجال الأمريكيون البيض عن الرجل الأسود بوصفه كائنًا تقوده شهوته الجنسيـة اللا محدودة تجاه النساء ولا أمان لأي امرأة في وجوده، وهي الأسطورة التي اعتمدوا عليها في زمن العبودية وما تلاه لتبرير الإعدامات المتواصلة بحق الرجال السود من دون محاكمات، بزعم الدفاع عن أو الانتقام لـ «شرف نسائهن».

بعد عام من قضية أنيتا هيل، عادت الاتهامات ذاتها تلاحق امرأة أخرى سوداء وهي ديزيريه واشنطن الفائزة بمسابقة ملكة جمال أمريكا السوداء (Miss Black America pageant) في العام ۱٩٩۲، بعد أن اتهمت الملاكم الأمريكي مايك تايسون باغتصابها، وقد أظهر استطلاع أجرته صحيفة الواشنطن بوست وقتها للتعرف على موقف الشابات الأمريكيات من ذوات البشرة السوداء تجاه ديزيريه، ولم تكن النتائج في صالحها إذ لم يدعمها معظمهن واتهمنها بالكذب، وبعضهن أعربن عن اقتناعهن بصدقية رواية مايك تايسون عن أن العلاقة بينهما كانت رضائيـة.

في إحدى مداخلاتها خلال الفيلم، تعلق على هذه المعضلة الناشطة تارانا بروك، مؤسسة النسخة الأولى من حراك  Me Too التي انطلقت على موقع My Space في العام ۲۰۰٦، مؤكدةً أن ما تشعر به النساء السوداوات في الولايات المتحدة من واجب تجاه حماية الرجال السود يحول دون حماية أنفسهن، مضيفةً أن ثمة طبقة إضافية يختص بها المجتمع الأمريكي الأسود تؤدي إلى إسكات الناجيات ذوات البشرة السوداء – إذا أردن إخضاع المعتدين المنتمين لنفس العرق للمحاسبة –  فهذا المجتمع يضعهن في مواجهة أسئلة استنكارية مثل «هل ستضعين ذلك الأمر قبل العرق؟»، و«أنت تركت ذلك يحدث لكِ، والآن هل يتحتم علينا أن ندفع ثمنه كعرق بالكامل؟»

لماذا يختلف استقبال المجتمع لروايات الناجيات من العنف الجنسي تبعًا للون بشرتهن؟

ظلت إشكاليات العرق ولون البشرة والخلفية التاريخية للمواطنات الأمريكيات ذوات الأصول الإفريقية عراقيل إضافية إلى جانب الخوف من اللوم والإساءة والنبذ المجتمعي، تمنع النساء السوداوات من الإفصاح عن جرائم الاعتداء الجنسي والاغتصاب، خاصةً إذا كان مرتكبوها رجالًا ذوي بشرة سوداء، علمًا بأن معظم جرائم العنف الجنسي التي تستهدف النساء السوداوات في الولايات المتحدة يرتكبها رجال من نفس العرق، وبحسب دراسة صدرت في العام ۲۰۱۱ فإن المغتصبين في ٩۱,٧ في المئة من الجرائم التي طالت الطالبات السوداوات اللاتي يدرسن في الجامعات والمعاهد السوداء التاريخية (HBCUs) كانوا رجالًا من العرق ذاته.

وفي مقالها الشهير «استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء السوداوات»، تجادل المنظرة النسوية كيمبرلي كرينشو التي صاغت نظرية النسوية التقاطعية، بأن التاريخ الأمريكي الذي صاغه وكتبه الأمريكيون انطلاقًا من مركزية أوروبية ربط الرجال والنساء ذوي البشرة السوداء بالشهوانية الجنسية المفرطة، فكرست السرديات الثقافية إلى أن الرجل الأسود مُغتصِب بالفطرة ويجب حماية النساء البيضاوات «العذراوات» منه، أما المرأة السوداء فمستباحة وجسدها موظف لإشباع الرغبة الجنسية لدى الرجل.

عطفًا على ذلك، تعتبر كيمبرلي أن التشكيك في قصص الناجيات من العنف الجنسي ذوات البشرة السوداء في الولايات المتحدة له جذوره التاريخية التي لا تنعزل عن تاريخ العبودية والصور النمطية الراسخة عن شهوانية المرأة السوداء وميلها الدائم إلى ممارسة الجنس مع العديد من الرجال بدلًا من الاكتفاء بشريك واحد. وكل ذلك يجعل المجتمع ينظر إلى روايات الناجيات السوداوات باعتبارها أقل مصداقية وأقل أهمية من روايات الناجيات ذوات البشرة البيضاء اللائي يحظين بصورة مختلفة في الذهنية الجمعية تربطهن بالبراءة والاحترام الشخصي والميل إلى الارتباط بشريك حميم واحد.

هذه القوالب النمطية المرتبطة بالنساء السوداوات جاءت موسيقى الهيب هوب لتزيدها رسوخًا بالكلمة والصورة، رغم أن هذه الموسيقى ولدت قبل خمسين عامًا على يد المواطنات والمواطنين الأمريكيين السود في مدينة نيويورك للتنفيس والتعبير عن غضبهم من العنصرية والتمييز وما يتصل بهما من ظروف الفقر والعنف الشرطي.

توضح دراسة نشرتها جامعة نبراسكا لينكولن في العام ۲۰۲۲ أن الربط الذي نشأ بين موسيقى الهيب هوب وهوية «الرجل» الأسود، أفعم أغنياتها بالذكورية وأسفر عن تحويـل النساء السوداوات إلى أجساد مستباحة شرهة جنسيًا وخاضعة بالكامل لهذا الرجل، وهي السمات التي طالما اتصلّت بما يعرف بـ(Jezebel Stereotype) أو نمط المرأة الساقطة.

نمط إيزابيل أو المرأة السوداء الساقطة تشكل إبان عصر العبودية في أمريكا الشمالية، واستخدمه  الرجال البيض لتسويغ اغتصابهن للنساء السوداوات المستعبدات، إذ عمد المهاجرون الأوروبيون إلى تصوير جرائمهم الجنسية بحق النساء السوداوات اللاتي كن كالممتلكات المادية بالنسبة لهم، على أنها «علاقات رضائية» بطريقة ما، بزعم أنهن من يرغب ويريد ممارسة الجنس مع الرجال البيض لأن شركائهن وأزواجهن من الرجال السود لا يرضيهن جنسيًا، ولأن شهوتهن الجنسية من الصعب أن يشبعها رجل واحد.

يعرج الفيلم على هذا الأمر في مداخلات للصحافية كرينا مايو والأكاديمية كيمبرلي كرينشو، إذ تشير الأولى إلى أن تشييء النساء السوداوات في أغاني الهيب هوب بدأ في الثمانينيات ثم تحول إلى ثيمة شائعة في هذا النوع من الموسيقى، بينما تعبر كيمبرلي كريشنو عن اقتناعها بأن أغاني الهيب هوب تحمل أيديولوجية عنصرية وعدائية تجاه النساء السوداوات، وهي ذاتها الأجندة التي اتكأ عليها المدافعون عن العبودية في الولايات المتحدة، الذين روجوا لأسطورة المرأة السوداء ذات الشهوة الجنسية العالية لتبرير الاغتصاب الذي كن يتعرضن له بشكل روتيني وقتما كانت العبودية نظام مقونن يساوي الرجال والنساء السود بالأراضي والبيوت التي يمتلكها المواطنون والمواطنات البيض.

في واحدة من المداخلات الختامية في الفيلم، تلخص الصحافية بيم أديوونمي معاناة النساء السوداوات الناجمة عن تقاطع العرق والجنس، بقولها إنه «أمر مثير للغضب أن تعلمي أنك -كامرأة سوداء – أكثر عرضة للأذى، ومع ذلك فإن عددًا قليلًا سيصدقك، وأقل منه سيساندك، والنظام ليس مهيأ بأي شكل لمساعدتك