جويـس عزام متسلّقة جبال لبنانية، نجحت في تسلّق 27 قمة حول العالم، بالإضافة إلى قمة جبل إفرست، الأعلى في العالم، لتكون أول امرأة لبنانية تحقق هذا الإنجاز التاريخي، وتصبح ثالث امرأة عربية تجتاز ما يُعرَف باسم «تحدي القمم السبع»، وهو تسلّق الجبال الأكثر ارتفاعًا في القارات السبع وهي: جبل كليمنجارو في شمال شرق تنزانيا (قارة أفريقيا)، وجبل إفرست بين نيبال ومنطقة التبت الصينية (قارة آسيا)، وجبل دينالي في ألاسكا (قارة أمريكا الشمالية)، وجبل إلبروس في روسيا (قارة أوروبا)، وجبل أكونكاجوا في الأرجنتين (قارة أمريكا الجنوبية)، وجبل بونتشاك جايا في إندونيسيا (قارة أوقيانوسيا)، وجبل فينسون ماسيف الأعلى في قارة أنتاركتيكا.

هذا الإنجاز العظيم ليس أقصى طموحات جويس عزام، فهي تستعد حاليًا لخوض التحدي الأكبر للمستكشفات والمستكشفين، وهو الوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي، لتصبح رابع امرأة في العالم تحقق هذا الإنجاز وأول عربية على الإطلاق.

تواصلت «ولها وجوه أخرى» مع جويس عزام، للحديث عن رحلتها ومغامراتها ونجاحاتها الملهمة، والتعرف إلى العقبات التي واجهتها كامرأة تمارس رياضة لا يزال يحيط بها افتراضات نمطية، كتصنيفها رياضة ذكورية، ووصفها بالرياضة التي تحتاج إلى قوة جسدية لا يملكها سوى الرجل، والزعم بأنها مجازفة لا يقوى عليها إلا الرجال.

وهذا هو حوارنا معها:

بعد نجاحي في صعود قمة جبل إفرست، قالت لي أسرتي: نحنا فخورين بك يا بنتي ولكن عقبال الفرحة الكبيرة.. الجواز.

نحن نُصدّر للعالم صورة وردية عن المرأة اللبنانية، ولكن فعليًا المجتمع اللبناني مجتمع ذكوري وأبوي.

النساء في العالم العربي يسعين إلى دحض الصور النمطية، وحتى إذا كان التغيير بطيئًا، فإنه يحدث ونتائجه آتية لا محالة.

بدايةً، ما هي جذور علاقتك بتسلّق الجبال؟

لقد نشأت في عائلة تؤمن بأن حياة المرأة تتلخص في «الدراسة والزواج وتكوين أسرة»، بينما لم يكن هناك مكان للطموح الرياضي في رؤية أسرتي لمستقبل الفتاة. فضلًا عن ذلك، لم تكن عائلتي من العائلات الثرية، لتوفر لي إمكانيات تسلّق الجبال، فقد ولدت لأبوين لم يستطيعا إتمام تعليمهما الجامعي بسبب الحرب الأهلية اللبنانية، ورياضة تسلّق الجبال تحتاج إلى أموال كثيرة لم تكن بين أيدي أسرتي.

وبالتالي لم تبدأ علاقتي بالجبل إلا في العشرين من عمري، كنت وقتذاك أدرس في الجامعة، وعندما خضت هذه التجربة شعرت براحة وفرحة كبيرتين.

نشأت جويس عزام في ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، وقضت السنوات الأولى من حياتها تتنقل مع أسرتها من مكان إلى آخر، اختباءً من القصف إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في العام 1975، ووضعت أوزارها في العام 1990، عندما كانت جويس في السادسة من عمرها.

ومتى بدأ شغفك الحقيقي بعالم تسلّق الجبال وقررتِ أن يكون هو مشروع حياتك؟

لم يعد تسلّق الجبال مجرد هواية بعد أن تسلّقت أعلى نقطة في لبنان في العام 2007، وهي جبل «القرنة السوداء» الذي يبلغ ارتفاعه 3,088 مترًا، وقد تطلب صعوده تمرينات استغرقت عامًا ونصف العام، كنت خلالها مفعمة بالإصرار والعزيمة، خاصة أنني لم أكن أملك القوة الجسدية الكافية لتسلّق الجبل، رغم أنه يعتبر جبلًا صغيرًا بالمقارنة مع جبال أخرى في العالم، ولكن بالتدريب تطوّرت مهاراتي وقدراتي كثيـرًا.

عندما وصلت إلى قمة جبل «القرنة السوداء» تذوقت طعم النجاح، وشعرت كأنني بلغت قمة جبل إفرست، وحينها ولد الشغف داخلي تجاه تسلّق الجبال وبات هو مشروعي، بالأخص بعد أن صرتُ على يقين بأنني كامرأة أستطيع أن أنجز «تحدي القمم السبع» مثلما ينجزه الرجال، بعد أن أكدت لي التجربة أنه ليس هناك فرق بين المرأة والرجل، وبإمكاني كأنثى قيادة الطبيعة ومواجهة تحدياتها مثل الرجل.

الفلسطينية سوزان الهوبي هي أول امرأة تنجز «تحدي القمم السبع» في العام 2016، وقد اختتمت التحدي بصعود جبل دينالي، أعلى قمة في أمريكا الشمالية، الذي يبلغ ارتفاعه  6,190 مترًا فوق مستوى سطح البحر.

ذكرتِ في حوارات سابقة أن شقيقك ساندك بقوة لتحقيق حلمك «غير النمطي»، فهل كان هو الاستثناء الوحيد بين أفراد أسرتك التي كما أوضحتِ كانت نظرتها للمرأة نمطية؟

نعم، أخي جورج هو الوحيد في عائلتي الذي دعمني. أما البقية لم تستسغ تسلّق الجبال، وقالت لي أمي مرارًا «كوني بنت، هذه الرياضة للرجال فقط»، كما لو كنت قد تخليت عن أنوثتي عندما تسلّقت الجبل.

على الجانب الآخر، كان أخي جورج يؤمن بقدراتي ويدعمني أثناء مرحلة التدريب والتمرين حتى نجحت في تجاوز جميع الصعوبات التي واجهتها خلال هذه الفترة وبعدها. وصراحة، الدعم الذي كنت أتلقاه لم يكن مرتبطًا بالجنس، فكثيرون ممن دعموني كانوا رجالًا، مثلما كان هناك نساء على النقيض من ذلك، لا أعلم السبب بالضبط وراء ذلك، ولكن ربما نتيجة التماهي مع المنظومة الأبوية، وتشبعهن بالأفكار الذكورية، وتقيّدهن بالأدوار النمطية.

إلى أي مدى أثرت عليكِ هذه التعليقات المثبطة؟

لن أنُكر تأثري بها، فقد ألقت هذه الضغوط والقوالب النمطية بظلالها علي، وأرهقتني هذه التعليقات السلبية ذهنيًا، فقد قضيت وقتًا طويلًا أفكر في مدى صحتها ومدى جدوى ما أفعله، وكنت أسأل نفسي: هل سأخسر احترام المحيطين لي، هل ستتأثر نظرتهم لي كأستاذة جامعية، لمجرد ارتدائي ملابس رياضية وصعودي إلى الجبل مع غرباء؟

لقد راودني الشك بشأن اختياراتي، وللأسف عطّلت مشروعي لبضع سنوات بسبب هذه الأفكار التي حاصرتني وضيّقت الخناق علي، وكدت أضحى بحلمي نهائيًا من أجل «الزواج والأسرة» في وقت من الأوقات.

لكنك عدتِ من جديد إلى مشروعك، فكيف تجاوزتِ هذه المعوّقات والضغوط؟

تجاوزتها بحبي للجبل، قد أبدو ظاهريًا شخصية مُسالمة، إلا أنني أحمل بداخلي شخصية ثائرة، ودائمًا ما كنت أتساءل «لماذا كفتاة لا يمكنني أن أتسلّق الجبل، ولماذا كفتاة لا يحق لي أن أسافر بمفردي للدراسة في الخارج؟ وأسئلة أخرى عديدة تبدأ بكلمة «لماذا؟»، وقد ساعدتني عملية البحث عن إجابات لهذه التساؤلات، في الوصول إلى قناعة بأنني كامرأة يحق لي القيام بما أريد، ويجب علي أن أتخطى هذه التعليقات المحبطة وأن أتمسك بحلمي.

هناك مقولة للأديب الروسي ليو تولستوي نصها «العقبة الأولى في وجه تطور الفرد هي العائلة».. هل تلقى هذه الكلمات صدى لديكِ؟

بالتأكيد، الضغط النفسي الذي مارسته علي عائلتي كان كبيرًا جدًا، فقد جعلوني أشعر بأنني لا أفعل شيئًا ذا قيمة أو معنى، وأنني لست امرأة ناجحة طالما لم أتزوج، لأن زواج المرأة هو نجاحها وفقًا لقناعاتهم.

يمكنني أن أذكر لكِ أنني بعد نجاحي في صعود قمة جبل إفرست، أعلى قمة في العالم، قالت لي أسرتي «نحنا فخورين بك يا بنتي ولكن عقبال الفرحة الكبيرة.. الجواز»، وعندما حصلت على درجة الدكتوراة في إيطاليا وعدت إلى لبنان، قالوا لي «حلوة الدكتوراة عقبال ما نشوفك عروسة.»

كل ذلك محزن، ماذا إذا ألم أجد من يستحق أن يكون شريكًا لي، هل سأظل طوال حياتي غير ناجحة في نظرهم؟

درست جويس عزام الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية، ثم حصلت على درجة الماجستير في إدارة المشروعات، ومن بعدها حصلت على درجة ماجستير ثانية في تخصص المحافظة على الإرث الطبيعي والثقافي، ثم تابعت الدراسة في هذا التخصص حتى حصلت على شهادة الدكتوراة. كل هذه الدرجات العلمية حصلت عليها في الوقت الذي كانت فيه تتلاحق إنجازاتها في مجال تسلّق الجبال.

كثيرات في العالم العربي يغبطن المرأة اللبنانية لما تتمتع به من حرية، إلا أن كلامك يعكس وضعًا مختلفًا.. لماذا هذه الفجوة بين ما هو شائع وما يحدث على أرض الواقع؟

نحن نُصدّر للعالم صورة وردية عن المرأة اللبنانية، وعن الحرية والانفتاح الذين تتمتع بهما. ولكن في حقيقة الأمر، المجتمع اللبناني مجتمع أبوي، وتعاني النساء فيه من التسلط الذكوري مثلما هو حال النساء في أي بلد عربي آخر، إذ أنهن أسيرات الأدوار النمطية، ولا يزال الزواج والإنجاب أولوية، وما انفك الرجل في لبنان يحدد للمرأة ما تفعله، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة وجود نساء لبنانيات تحدين التنميط وكسرن أسواره، وهناك من نجحن في اقتحام مجالات كانت قاصرة على الرجال كالطيران، والميكانيكا، والفيزياء، وتسلّق الجبال، وغيرها.

وكيف تجدين تحدي الصور النمطية والتغيير الذي تقوده النسـاء في العالم العربي؟

تغيير الصور النمطية يحدث في العالم كله والمجتمعات الغربية قطعت شوطًا طويلًا في مشوار التغيير والتطوير، حيث حصدت النساء هناك مكاسب كبيرة. في المقابل، النساء في العالم العربي الآن يسعين إلى دحض الصور النمطية، وحتى إذا كان التغيير بطيئًا، فإنه في النهاية يحدث ونتائجه آتية لا محالة.

ولكن يظل السؤال المُلّح هو «ما هي آليات التغيير؟»، أعتقد أننا كنساء لابد أن نتحرك ولا نكتفي بالكلام أو الكتابة فقط، اليوم نجاحي في «تحدي القمم السبع» سيكون مصدر إلهام غير مباشر لملايين الفتيات الراغبات في تحقيق أحلامهن المختلفة، وحينما تدعوني جامعات كبرى في ألاسكا، أو كندا، أو تونس، أو في أي بلد أوروبي، لإلقاء كلمة، أشعر بأهمية الرسالة التي أحملها لرفع وتوصيل صوت المرأة العربية في كل أنحاء العالم، وهذه طريقتي في التغيير والثورة على الصور النمطية والتقليدية، وثورتي سلمية أسعى من خلالها إلى تغيير التصوّرات السائدة عن رياضة احتكر الرجال ممارستها لوقت طويل.

هناك من يرددون عبارات مثل «حِراك النساء ورغبتهن في التغيير هدفهما مصارعة الرجل والانتصار عليه فقط»، كيف تردين على ذلك؟

إطلاقًا، وأنا لم أقصد ذلك في حديثي. المرأة يجب أن تتحدى ذاتها قبل أي شخص آخر، وأن لا تضع حدودًا لأحلامها ولقدراتها، وهكذا ستصبح هي المسؤولة الوحيدة عن تحديد مصيرها. أعتقد أن المرأة في عالمنا العربي تحتاج أن تقول «لا»، وأنا بشكل شخصي أفعل ذلك، فأنا أتسلّق الجبال رغم أن أهلي عارضوني وأرادوا أن يثنوني عن تحقيق حلمي.

نعود إلى الجبال، بعد صعودك أعلى قمة في لبنان في العام 2007، كيف بدأتِ الإعداد لخوض «تحدي القمم السبع»؟

لم يكن لدي خطة آنذاك. بعد أن تسلقت أعلى قمة في لبنان، أدركت شغفي بالجبال، ولكن لم أخطط وقتها لـ«تحدي القمم السبع»، إلى أن جاءت الفرصة في نهاية العام 2008، وحصلت على منحة لدراسة الماجستير في إيطاليا، وهناك صرت أقرب إلى جبال الألب في أوروبا، فشرعت في التدريب على تقنيات جديدة في تسلّق الجبال الجليدية، لم تكن متاحة لي قبل ذلك، لأنني في لبنان كنت أصعد إلى الجبل بالصباح وأعود إلى منزلي في الليل، بينما في أوروبا بدأت أتسلّق جبال يتجاوز ارتفاعها الأربعة آلاف كيلو متر، وكنت أمكث للتخييم فوقها لأيام. لقد كانت فرصة عظيمة للتدريب فيما بين العامين 2009 و2011، حيث تمكنت من تسلّق العديد من الجبال في إيطاليا، وفرنسا، وأمريكا، وسويسرا، وتعرّفت إلى متسلقين من جميع أنحاء العالم، وبعد أن شعرت بتطوّر تقنياتي وتنامي قوتي على الجبل، قررت في العام 2012 أن أخوض «تحدي القمم السبع».

في العام 2012، تسلّقت جبل إلبروس في روسيا، أعلى قمة في أوروبا بارتفاع 5,642 مترًا.. كيف كان شعورك عند تحقيق هذا الإنجاز، الذي يعد الخطوة الأولى في «تحدي القمم السبع»؟

تسلّقت جبل إلبروس مع فريق لبناني، وهذا الأمر زادني قوة ومنحني شعورًا بالحماية، وبلوغي قمة هذا الجبل، شجعني وأعطاني ثقة كبيرة في نفسي وقدراتي، وحفزني على صعود القمة الثانية والثالثة وما بعدهما، فجاءت الخطوة الثانية في العام 2013، وتسلّقت جبل أكونكاجوا، أعلى قمة في أمريكا الجنوبية، ثم جبل دينالي، أعلى قمة في أمريكا الشمالية، وهناك شعرت باقترابي من تحقيق هدفي، حتى إن كنت ما زلت في ذلك الوقت بعيدة عنه.

ننتقل إلى أهم 35 دقيقة في حياتك، وهي مدة بقائك على قمة جبل إفرست، هل يمكننا استعادتها معك؟

لقد كانت أجمل  35 دقيقة في حياتي، فقد صرت واحدة من قلة صعدوا إلى هذه القمة، وكل جبل تسلقته كان هو الحلم، وكل قمة وصلت إليها في «تحدي القمم السبع» قبل قمة جبل إفرست كانت تحديًا وصعوبتها تناظر صعوبة بلوغ أعلى قمة في العالم.

لكن إفرست جبل يضعك في صعوبات من نوع آخر، فقد استغرق صعوده شهرين، نحو 57 نهارًا. كل ذلك بعيدًا عن الأهل، وعن الأصدقاء، وعن الحياة اليومية، ومن دون أي تواصل لغياب الإنترنت، فضلًا عن الظروف المناخية بالغة الصعوبة، بسبب البرد القارس والعواصف الثلجية شديدة الخطورة.

وما الذي قفز إلى عقلك عندما وطأت قدماك قمة جبل إفرست؟

كان المشهد على قمة الجبل ذا جمال طاغٍ، وقلت لنفسي وقتها «جويس الخائفة التي لم تكن تثق في نفسها، انظري إلى أين أوصلتك قدراتك وكيف تحقق حلمك، ها قد أنهيتِ تحدي القمم السبع.»

يمكنني القول أن هذه اللحظات من أجمل لحظات حياتي، لكنها أيضًا لا تخلو من الصعوبة والمشقة، لأن عليكِ أن تعودي إلى التركيز وتسيطري على قوتك الجسدية حتى تهبطي من أعلى الجبل بحذر، خاصة أن الهبوط أصعب كثيرًا من الصعود.

أنتِ أول امرأة لبنانية تصل إلى قمة جبل إفرست وترفع علم لبنان عليها .. ما الذي يمثله ذلك بالنسبة لكِ؟

«أنا باخد لبنان بقلبي وين ما بروح»، وأفتخر برفعي علم بلدي على القمم السبع، ولكن عندما رفعت علم لبنان على قمة جبل إفرست، شعرت أن لبنان كله معي، وتذكرت حينها عبارة في النشيد الوطني اللبناني تقول «منبت للرجال»، فقلت «منبت للنساء وللرجال»، لأنني اعتبر نفسي بطلة من لبنان، وقد رفعت علمه كأول لبنانية على أعلى قمة في العالم، وهذا في نظري عمل وطني أكثر من كونه حلمًا شخصيًا.

بعض أبيات النشيد الوطني اللبناني:

كلنـا للوطن للعلى للعلم

ملء عين الزمن سـيفنا والقـلم

سهلنا والجبـل منبت للرجـال

قولنا والعمـل في سبيل الكمال

على الصعيد الأكاديمي، حققتِ العديد من الإنجازات، فقد حصلتِ على الدكتوراة ودرجتي ماجستير.. ما الذي يميز سعادتك بإنجاز «تحدي القمم السبع» عن سعادتك بهذه الإنجازات؟

السعادة بإنجاز «تحدي القمم السبع» شيء مختلف تمامًا؛ هو شعور بالنجاح الداخلي الذي سيظل معي يوميًا وحتى آخر العمر، عندما حققته شعرت بالتفرد، فهذا الحلم والإنجاز لا يستطيع أحد أن ينتزعه مني، وهذا النجاح يجب أن تبحث عنه كل شابة ويبحث عنه كل شاب، وعليهم أن يؤمنوا بأن أحلامهم هي أساس تطوّرهم، ولا بد أن ترافقهم باستمرار.

ماذا عن مشروعاتك المستقبلية؟

التحدي الأكبر لكل المستكشفين هو الوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي، وإذا نجحت في القيام بذلك، سأصبح أول عربية ورابع امرأة على مستوى العالم تحقق هذا الإنجاز، ولكن يعطّل هذه الخطوة عملية البحث عن رعاة (Sponsors) لهذه الرحلة الطويلة، ولكن إذا عثرت عليهم سأتمكن من السفر إلى القطب الجنوبي في أقرب وقت. أنا أعلم أن الوضع العالمي مضطرب لا سيما مع انتشار فيروس كورونا، إلا أن الجائحة لم تمنعني من استكمال تدريباتي والاستعداد للسفر الذي قد يأتي في أي لحظة.

يُعرَف التحدي الذي يشمل تسلّق القمم السبع والوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي باسم (Explorers Grand Slam)، وهو التحدي الأكبر بالنسبة لأي مستكشفة ومستكشف.

إذا اعتبرنا هذا الحوار فرصة لتوجيه رسالة إلى النساء العربيات، ماذا تقولين لهن؟

أود أن أطلب من كل من يقرأ هذا الحوار، أن يؤمن بقدراته ويعمل على تطويرها، فالنجاح لا يتحقق ويستمر إلا بالمثابرة، أنا لست أقوى امرأة في العالم، وإنما إنسانة مثابرة جدًا ولا أفقد الأمل لأن الأوضاع ستتغير، ولا أحد يعلم متى ستأتي اللحظة ويجد نفسه على أعلى قمة في العالم.